شروق سعد العبدان
حتى وإن كنا نظهر بمظاهر القوة والصلابة وندَّعي ذلك الجلد الذي يجعلنا نكون في أماكن نريد
أن ينظر إلينا الناس بها..
نحن شخصيات مختلفة كل واحد منا له عشرات الوجود والتواجد لكن أيهما الحقيقي؟!
أيُّ شخصية هو أنت بالفعل، ويعني بالفعل أن تكون كما تريد وكما تحب وكما تتمنى.
دائماً يحكمنا المحيط قليلاً مانحكم أنفسنا.!
ولكن حتماً سيكون هناك منفذ!
وسيكون هناك وجود تحبه تكون فيه كما أنت حقاً.. بدون أن تبذل جهد التظاهر.
شخص سيعطيك المساحة الكافية التي تجعلك
تقول ماتريد، وتضحك كيفما تريد، وتبكي متى تريد
شخص سيتيح لك نفسك وشخصك.
عراة مهما ارتدينا..!!
تعرينا الحاجة التي لانستطيع إشباعها..
يعرينا الحزن الذي يخور بقوانا ويهدها..
يعرينا المرض وبذل العافية..
برد ينخر في عروقنا يثقب عظامنا
مهما ادعينا الدفء نحن في شتاء مستمر.
نحتاج لـ أكنة تغلف برد قلوبنا وتغطي عُري صدورنا
وتقينا شرّ الحياة وبردها..!
أكنة صوتها دفء وضحكتها دفء ورؤيتها أمان.
تعطيك شعور التمادي اللامحدود في حضورها..
كما أشعرتني ووجدتني و أوجدتني..
وجعلتني أكون أنا على حقيقتي وراحتي واستحسان نفسي..!
إن لم يكن هناك من يشعركم بهذا المنفذ في حياتكم؛ فابحثوا عنه لا تعيشوا حياةً متقوقعة على شخصيات لاتشعرون بها.
فقط تبقون لأن هذا مايتطلب منكم دون أن تتنفسوا.
وترون الأشياء وتعاملونها كما ترغبون..
إياكم والموت أحياء مستسلمين لما يريد الآخرون منكم أن تكونوا كما يحبون..
ضاربين بحقيقة داخلكم الذي تخافون ألا يريدون
وسط البحر..
التقوا بأشخاص يشبهون ذاتكم يساعدونكم على كل شيء بكم ويحبونكم كما تحبون أن تكونوا لا كما يحبون منكم وحسب.
متقبلين كل تقلبات داخلكم ..هكذا أنتم كما أنتم وهم فقط يراعون ويقتربون..!
أكنة تائهة فرغ دفؤها وتعب احتياجها وهي تبحث عن بعضها البعض ..
فأنا من تلك الحاجة ..
وحتى التقينا كنت دفئاً لا ينضب ولا يبرد ولا يضيع.