حميد بن عوض العنزي
تثار الكثير من المخاوف حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبل البشرية. لا سيما مع نمو حجم صناعة هذه التقنية التي ستصل إلى 269 مليار دولار عام 2025، بمعدل نمو سنوي يصل الى نحو 29 في المائة، ومن المهم فهم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدًا بشكل كبير في العديد من المجالات، مثل الطب والتعليم والتجارة والترفيه وغيرها. ومع ذلك، فإن هناك بعض المخاوف المتعلقة بتطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره في سوق العمل والاقتصاد وحتى على البشرية نفسها.
من الناحية النظرية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتطور بشكل سريع جدًا ويصل إلى مستويات عالية جدًا من الذكاء والقدرة على التعلم الذاتي. وهذا يثير بعض القلق بشأن مدى قدرة البشرية على التعامل مع ذلك التطور والسيطرة عليه، بشكل يهدد بفقدان الوظائف كأن يحل محل البشر في بعض المهام والوظائف بما يؤدي الى تدهور اقتصادي لأن البشر عندما يعملون يقبضون رواتب وينفقون على شراء السلع وتنتعش على المصانع ودورة التجارة والاقتصاد، أيضا من مخاطر الذكاء الاصطناعي تغيير نمط الحياة فقد يؤدي استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى تغيير نمط حياتنا وأساليب التفاعل مع بعضنا البعض، مما قد يؤثر في صحتنا الجسدية والعقلية، وأيضا بما قد يهدد أمان المجتمع من خلال استخدام بعض المجرمين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لارتكاب جرائم جديدة، مثل اختراق أجهزة حاسوبية والسرقة وانتحال هوية الغير، وغير ذلك من المخاطر التي تحدث عنها خبراء ومختصون.
ومن المهم تعلم كيفية التعامل مع التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي ووضع قواعد وأطر لتنظيم استخدامها والتأكد من أنها تستخدم بما يخدم الإنسانية وتحافظ على سلامتها وأمانها. وعلى المدى البعيد، فإن الاهتمام بتطوير الذكاء الاصطناعي يجب أن يتم بطريقة مسؤولة تضمن استخدامه بما يخدم المصلحة العامة ويحمي البشرية.