محمد العبدالوهاب
لا أقول بأنه لا يخسر.. بل هو ذلك الهلال الذي لا يُقهر.. فمهما تعددت وعكاته التي تظهرها لنا التقارير الطبية بين حين وآخر بإصابات أهم عناصره.. أو بتلك العقوبة الانضباطية والتي أدت بحرمانه التسجيل لفترتين.. وضغط مبارياته ما بين المؤجلة منها أو بتداخلها مع الجولات المتبقية له.. حتماً كنتيجة طبيعية لبطل ازدحمت فيها مشاركاته ما بين المحلية والخارجية.. والتي كان لها الإسهام المباشر بهزات أبعدته نقطياً عن المنافسة على بطولة الدوري.
أقول: وبعد هذا كله.. سرعان ما عاد للواجهة والتي لا أعتقد بأنها ستتحقق لو ما كان خلفه رجالات (ذهبية) منها إدارية وأخرى فنية تملكان فكراً حضارياً يمتزج ما بين رياضي واحترافي، أثبتتها ظروف عصيبة، كانت وبمثابة (بالون اختبار) عن مدى قدرتهما على تجاوز المنغصات التي تعرضتا لها ومدى حنكتهما لإدارة أزماتها.
وبكل قوة من خلال - أمسيتين كرويتين - وعلى مدى أسبوع فقط.. إحداها رمضانية وعلى طبق من (اللقيمات) أمام غريمه التاريخي النصر (ديربي) وأبعده إلى حد ما، من ملامسة كأس الدوري.. وأخرى بأمسية ولا أحلى، جاءت هذه المرة أمام الاتحاد (كلاسيكو) وأذاقه هو الآخر حلوى العيد بحضرة رؤية الهلال وبوضوح اقترابه لكوكب الجوهرة, قصدي كوكب الزهرة، وأقصاه من الكأس ليتفرغ لمواصلة ما تبقى له من أمتار أخيرة والذي هو قاب قوسين أو - أعلى - بمعانقة كأس الدوري.
.. بالتأكيد لا جديد بأن يكون الأزرق طرفاً أول والثابت مجدداً على نهائي أغلى المسابقات على قلوبنا كأس الملك (حفظه الله).
ماذا دهاك يا نصر؟
لا أعتقد بأن هناك نادياً حظي بدعم معنوي ومادي وبفرص تمنحه بأن يكون مثالاً للكرة السعودية في بطولة كأس آسيا للأندية، كالنصر، حتى ولو كان وصيفاً وليس بالضرورة أن يكون بطلاً، إلى درجة وصل به الحال أن يشارك ببطولة كأس (السوبر) - كشاهد - عصر لأندية أخرى حققت إنجازات!.
كل ما أخشاه أن يصل الأصفر إلى مزيد من الانحدار المخيف بالمستوى يجعله ينهج الطرق المنحدرة لدوري يلو، ليواصل ما سلكه الفريق الأهلاوي الكبير، نتيجة لمستوى إداري لا يملك الفكر الكروي الرياضي. ولا كيف يفسر لي تدهور فريق واجه دعماً معنوياً ومادياً غير مسبوق بتاريخه، وهكذا هي نتائجه؟!!.
لعلي هنا وبصوت مسموع أوجه لرجالات رياضتنا الكرام بالتدخل بأروقة النادي والوقوف عن كثب بما يدور داخل إدارته، وعلى مستوى رفيع كوقفاته معه - كغيره - بتسديد ديونه في قضاياه الانضباطية بفيفا، من ديون ومطالبات نجوم كروية عالمية كانت بصفوفه.. او حتى أجهزة فنية تبرز أسماؤهم بتدريب أعتى وأقوى الأندية الأوروبية.
آخر المطاف
قالوا:
الفكر لا يملكه جموع الناس.. بل يفترض عليهم أن يسموا بأنفسهم إليه.. على اعتبار أنه نعمة يجب أن يكتسب عن جدارة قبل أن يمكن التمتع به.