«الجزيرة» - الوكالات:
تدهورت الأوضاع بشكل لافت في الساحة السودانية أمس بعد ساعات قليلة من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ في السودان وسمع دوي قذائف واشتباك بأسلحة ثقيلة في الخرطوم وتزايدت الاشتباكات في محيط القصر الجمهوري ومناطق متفرقة بأم درمان، كما سُمع دوي اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محيط مبنى التلفزيون بأم درمان، مع تحليق للطيران الحربي.
وأعلنت ولاية شمال كردفان فرض حظر تجوال جزئي ليلا. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بينهما حيث اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بعدم الالتزام بشروط الهدنة، فيما اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بنشر القناصة في مناطق متفرقة من الخرطوم.
وقال الجيش السوداني في بيان، إنه رصد تحرك أرتال عسكرية نحو العاصمة الخرطوم، وأضاف: «ارتكب التمرد عدة خروقات منذ بداية الهدنة.. نحتفظ بحقنا في التعامل مع الخروقات الخطيرة».
وقبلها، قالت قوات الدعم السريع إن طيران الجيش لا يزال يحلق في مدن الخرطوم الثلاث، وأضافت: «التزمنا بشروط الهدنة لفتح ممرات إنسانية للمدنيين والمقيمين الأجانب.. كسر الهدنة يؤكد وجود أكثر من مركز قرار داخل قيادة الجيش»..
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد أعلن عن اتفاق بين الجيش السوداني والدعم السريع يشمل وقفاً لإطلاق النار بينهما وأضاف الوزير الأمريكي في بيان أن طرفي الصراع اتفقا على هدنة ستسري في جميع أنحاء البلاد.
في غضون ذلك يقول السكان الفارون إن العاصمة الخرطوم أصبحت مدينة أشباح مليئة برائحة الدخان والموت بعد قتال شمل الضربات الجوية والمدفعية والقتال في قلب المدينة. وقال أحد سكان الخرطوم إن الكثير من الناس لم يتمكنوا من الفرار بسبب ارتفاع سعر البنزين وسط نقص هائل، وتعرض بعض المواطنين الذين فروا للسرقة والقتل وباتت مغادرة الخرطوم هاجسا يؤرق سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص المؤن والمياه.
الا أن المغادرة ليست سهلة خصوصا في ظل حاجة لكميات كبيرة من الوقود لقطع المسافة نحو الحدود المصرية شمالا (زهاء ألف كيلومتر)، أو بلوغ بورتسودان (850 كيلومترا الى الشرق) على أمل الانتقال منها بحرا لدولة أخرى. وبات الوقود عملة نادرة ومكلفة في الخرطوم التي كانت تعاني أصلا تضخما كبيرا يشمل معظم المواد الأساسية.
وشهدت دارفور أكثر المعارك وحشية، حيث قتل أفراد الدعم السريع ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة بالرصاص، ونهب المستودعات التي تحتوي على المواد الغذائية والأدوية والمساعدات الأخرى.
وبدأ السكان المحليون في تشكيل مجموعات أهلية ضد اللصوص، مما أثار مخاوف من أن المنطقة يمكن أن تنقسم تحت سيطرة فصائل مختلفة. وفي نهاية المطاف تحولت الجنجويد إلى قوات الدعم السريع والتي تضم آلاف العناصر الساعين حاليا الى السيطرة على السلطة.