د. سفران بن سفر المقاطي
في ظل الأوضاع الأمنية المتأزمة والمؤسفة في جمهورية السودان الشقيقة، بادرت المملكة بإجلاء مواطنيها ورعايا بعض الدول الشقيقة والصديقة من السودان، تنفيذاً لتوجيها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حفظهما الله تعالى.
أعلنت وزارة خارجية المملكة في بيانات متتالية عن ترتيب عمليات إجلاء جوية لنقل المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون، من الخرطوم إلى المملكة، بالتعاون مع سفارة المملكة في جمهورية السودان، والسفارات المختصة للدول المستفيدة من هذه المبادرة الإنسانية للمملكة.
وتأتي هذه الجهود في إطار موقف المملكة المسؤول والحكيم تجاه التطورات في السودان، حيث أجرى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله اتصالات هاتفية مكثفة مع نظرائه من دول مختلفة لبحث التوصل إلى حل سلمي للأزمة في هذا البلد، ووقف التصعيد والاشتباكات التي اندلعت بين قوات الجيش السوداني وقوات التدخل السريع.
وأكدت المملكة في بيانات رسمية دعمها لأمن واستقرار ووحدة أرض وشعب السودان الشقيق، وحرصها على تحقيق تطلعات شعبه في التنمية والرخاء، كما أكدت تضامنها مع حكومة انتقالية تضطلع بإدارة شؤون هذا البلد لتجاوز هذه المرحلة الحرجة والحساسة.
ولأن المملكة من الدول الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعوب المتضررة من النزاعات والأزمات في مختلف أنحاء العالم. وفي هذا الإطار، قامت المملكة بإجلاء مواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان التي تشهد اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع. مما يدل على جاهزية المملكة في أوقات الطوارىء والأزمات لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة للمواطنين والمقيمين داخل المملكة مثل (أزمة وباء كرونا) وكذلك تقديم الدعم والمساعدة للدول الشقيقة والصديقة مثل (كارثة زلزال تركيا وسوريا).
وبحسب بيانات وزارة الخارجية، فإن عدد المجليين من السودان بلغ 356 شخصًا، منهم 101 مواطن سعودي، و255 شخصًا ينتمون لـ26 جنسية مختلفة، بينهم أمريكيون وبريطانيون وسويديون وإيطاليون وقطريون وسوريون وهولنديون وعراقيون وأتراك وتنزانيون ولبنانيون وليبيون، وتم نقلهم عبر عدة سفن منها سفينة جلالة الملك (ينبع) التابعة للقوات البحرية الملكية السعودية، التي حرصت على توفير كافة الاحتياجات الأساسية لهم، تمهيدًا لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم.
وهذا يدل على مكانة المملكة لدى الشعب السوداني الشقيق وتقدير طرفي النزاع (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) لقيادة المملكة الحكيمة حتى أصبح مقر السفارة السعودية بالخرطوم مركز أمن لتجمع الراغبين بمغادرة السودان من جميع الجنسيات العربية والأجنبية.
وقد أثارت هذه المبادرة إشادة كبيرة من قبل دول عديدة، خصوصًا تلك الدول التي استفاد رعاياها من عملية الإجلاء، حيث ثمنت دول عربية وإسلامية وأجنبية دور المملكة في إجلاء رعاياها من السودان، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تعكس التزام المملكة بالحفاظ على أرواح وأمن مواطنيها وإخوانهم في الدول الشقيقة والصديقة، وتضامنها معهم في هذه الظروف الصعبة.