علي الخزيم
- العيد يعني الفرحة والانشراح وطلب المزيد من السرور والبهجة؛ وهذه الترادفات دليل على ميل الإنسان بطبعه لما يورِث السعادة بنفسه ويجلب الارتياح لقلبه ومشاعره، ومن بين السبل التَّوجه لمواقع الترفيه أيام العيد، غير أن هذا يصطدم بآراء تقول: إن ارتياد جماعات من النساء مواقع الترفيه البريء بمدن المملكة قد يكون مؤشراً لتهاونهن بأمر الدين، والواقع يقول: إن الاستمتاع بالوقت بما يباح ولا يخرم المروءة ومنظومة الأخلاق الحميدة فلعله لا بأس به إن استبعدنا مفهوم التشدد الذي يأتي بغير مكانه، فهؤلاء النسوة هن من تزدحم بهن أروقة المساجد بليالي رمضان الكريم.
- وبالمثل حين تشاهد صفوف المصلين بالتراويح والتهجد ليالي رمضان المبارك وجُلُّهم من الشباب؛ فإنك تحمد الله سبحانه أن جعل شبابنا مِمَّن يتَّبعون الحق والسبيل المستقيم، وأن المنافسات الرياضية والفنية لم تحجبهم ولم تُقصِهم أو تمنعهم من المسارعة للمساجد للفرائض والنوافل طلباً لرضا الرحمن جل شأنه، ومع انبلاج صباح العيد تجدهم مبتهجين بعيدهم متصالحين مع أنفسهم معتدلين بسلوكهم ومعتقدهم؛ لا يستفزهم مُتطرف ولا يغويهم شيطان ضال، فشبابنا من الجنسين على قدر من الوعي والنضج، ولا حسبان لمن شذ عن ذلك.
- من مقومات مناسبة العيد كمال المظهر بقدر الإمكان والزهو بالملبس اللائق والعطر المناسب، وتحضير ما طاب من حلويات وعصائر وطعام خفيف يليق وينسجم مع مراسم العيد، دون مبالغة وإسراف وكلٌ بقدره واستطاعته، وهنا لابد من الالتفات لمن حولنا مِمَّن لا يستطيعون توفير مستلزمات احتفالية ومراسم العيد ليسعدوا كغيرهم من إخواننا المسلمين، والأمر يبدو بسيطاً لو أن كل منا ألقى نظرة حوله على الأقربين ومن ثم التحسس لذوي الحاجات ما أمكنه ذلك؛ فأجزم أن المجتمع سيكون بخير ومن أسعد المجتمعات، وبذلك نطبق القواعد الشرعية وما ندب إليه ديننا الحنيف، فلا خير بمن يُتْخَم بالملذات ويزخر منزله بالطيبات، وهو يعرف أن بين أهله وذويه وجيرانه من يفتقد بعض ما عنده، وتتوق نفسه لتفريح اطفاله ولو بالقليل.
- من مكملات الفرحة والسعادة ابتكار الجديد لمراسم العيد، وإضفاء أجواء البهجة والمرح بكل أدوات وفعاليات صباحات العيد وأمسياته، فالكبار قبل الصغار قد يملون رتابة المراسم ونمطيتها، فقتل المتعة - كما يقولون - بتكرار ما سبق منذ عقود وكأننا نقيم هذه المراسم لأجدادنا رحمهم الله أو كأننا نُحيِي ذكراهم بالأعياد، مع الأخذ بالاعتبار أن التجديد لا يناقض الاحتفاظ بالأصالة.
- اتركوا للنساء جزءًا كبيراً ومساحة واسعة ليُبدعن بهذا الجانب فلدى الكثير منهن الحس المُرهف واللمسات اللطيفة التي تضفي على مراسم اعيادكم الجمال وتزيدها رونقاً وبهاءً.
- مهما اجتهدت باختيار عطرك وبخورك، وخامة ملبسك؛ ستقابل من يرى أنك لم توفق بالاختيار، وأن ذوقك أقل من المتوقع، فلا تجعل تقديراتك بأنك الموفق دوماً للأفضل وأنك المميز بين الحضور، فالبساطة والاعتدال هي المرتكز بهذا الاتجاه، وتَذَكَّر أن رونق المظهر لا يُخفي حقيقة المَخبَر، فعطرك وابتساماتك لن يغيرا من نظرة المحيطين إليك، فالأولويات - بارك الله بك - لحسن الخلق، وتنقية النفوس.