العيد ليس مجرد يوم عادي فقط بل له شعائره الدينية والاجتماعية وطقوسه الخاصة والكثيرة، ومن أهم طقوسه الترتيبات التي تسبقه بعدة أيام أو ليلته حيث يبدأ الناس بتهيئه أنفسهم وبيوتهم من أجل استقبال الناس والأحبة للتهنئة بالعيد ويجد الناس فرصةً عظيمةً للترويح عن أنفسهم والذهاب في رحلات عائلية جماعية والاستمتاع بأجواء العيد وسط بهجة الكبار والصغار، ففي العيد متسعٌ للفرح مهما كانت الظروف، وهو بالتأكيد ليس لمن لبس الجديد من الثياب فقط، بل للجميع، لهذا من السنة تعظيم شعيرة العيد وتعظيم الفرح في يوم العيد المبارك وإظهار الطقوس الرائعة المميزة، طقوس العيد تختلف من منطقة لمنطقة ومن عائلة لعائلة ولكن نتفق أن في البداية يتم تقديم الحلوى والقهوة والشاي ومن ثم أما أن يقدموا التعتيمة أو الرز واللحم «الذبيحه».
من واجب الناس في العيد تذكُّر بعضهم بعضًا وخاصةً الفقراء والمحتاجين والمساكين والأرامل واليتامى الذين ينتظرون العيد ليفرحوا فيه، لهذا يجب زيارتهم وتقديم هدايا العيد لهم وجبر خواطرهم حتى يفرحوا بالعيد ويبتهجوا بأجوائه؛ لأنّ العيد مثل الشجرة التي تلقي بثمار الفرح على الجميع كي يشعروا بالبهجة.
وبالتأكيد البعض لا يشعر بالفرح نتيجة فقد عزيز أو قريب أو لعجزه عن شراء الملابس والحلويات لأبنائه أو أهل بيته لهذا من واجب المسلمين أن يتكافلوا مع بعضهم بعضًا، وأن يُقدموا ما استطاعوا من أموالهم لهؤلاء كي يعيشوا أجواء العيد الجميلة كما ينبغي، وكي يتبدل حزنهم فرحًا وللتخفيف من مشاعر الألم والفقد في قلوبهم ليشعروا بالسلوان والتسلية، خاصةً أنّ الناس يفتقدون وجود أحبتهم في يوم العيد.
في الختام، في العيد تختلط المشاعر ما بين فرحٍ وسرور بأجوائه الرائعة، وما بين حزنٍ على ذهاب موسمٍ من مواسم الطاعات والعبادات وغفران الذنوب، فهو فرصة ذهبية لتجديد الفرح وفرصة رائعة حتى يستعيد الإنسان طاقته ونشاطه ليبدأ من جديد وكلّه أمل أن يأتي العيد القادم، وقد تبدلت الظروف والأحوال إلى الأحسن، سواء على المستوى الشخصي أم العام.
**
رغد سلطان البصري