إيمان حمود الشمري
رؤية يطرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ ومبادرات يتبناها بنسخة صينية تنافس الحداثة الغربية، وطموح تصدره الصين من الداخل إلى العالم ليتشارك الجميع تقسيم الكعكة..
نقطة البداية في منتدى لانتيينغ الذي انطلق في 21 أبريل بالقاعات الكبرى بمدينة شنغهاي، تلك المدينة التي سيطرت عليها القوى الأجنبية باعتبارها قلب الاقتصاد النابض للصين، لتنفك بعدها من القبضة الغربية وتتحول إلى عالم الريادة في الإصلاح والانفتاح، منطلقة من إرثها التاريخي ومتمسكة بجذورها ومواكبة للتطور في آن واحد.
القيادة الحكيمة بالصين تكاتفت مع جهود الشعب الجبارة لتحول الصين من دولة فقيرة إلى ثاني أقوى اقتصاد بالعالم، معتمدة على أسس ومنهج بتحديث تتجانس فيه الحضارة المادية والفكرية، ويتعايش فيه الإنسان مع الطبيعة بالحفاظ على البيئة، فضلاً عن تأمين حياة كريمة للمواطن الصيني وتوفير كل سبل الراحة، ومحاربة كل ما يعوق أمنه واستقراره من فقر وفساد وتدهور أخلاقي.
(التحديث الصيني- النمط والعالم) مبادرة تسعى لتغطية عدة جوانب مبنية على السلام وحل الخلافات بين الدول وعدم استخدامها للابتزاز والمصالح الشخصية، بابتكار شكل جديد من النمو والنهضة يقوم على البناء لا الهدم وليس على حساب إحدى الدول، ويبني جسراً من التعاون بين الدول ويفتح طريقاً أوسع للتنمية، حيث يتفرع تحتها عدة مبادرات منها: مبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة التنمية العالمية، مبادرة الأمن العالمية و الحزام والطريق.
مسيرة من التطور والتنمية والسلام في التحديث الصيني يسير عليها فخامة الرئيس شي جين بينغ تتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله، حيث تبذل المملكة جهوداً كبيرة في مبادرة (السعودية الخضراء)، (الشرق الأوسط الأخضر) لمواجهة تغيير المناخ، وتحقيق الحياد الكربوني، وتتكاتف مع الصين لتحقيق هذا التحديث الذي يؤكد على متانة العلاقة بين الدولتين وعمق العلاقة السعودية الصينية في التعاون والكسب المشترك، لقيادة العالم نحو المستقبل بخطوات واثقة لا عودة فيها.