عبده الأسمري
تمر الحياة بمنعطفات متعددة ووراء كل تغير ثمة «أمور خفية» تظل في طي «التخطيط» المؤدلج الذي تقوم عليه «عصابات» تعمل في «السر» بادئ الأمر ثم لا تلبث حتى تمارس «الدور» العلني بالتدرج وسط التجاهل الاجتماعي و»غياب» الردع.
هنالك تبدلات وتشكلات وتحولات انطلقت من «بوابة» التقليد في ظل «سطوة» غريبة ومريبة و»استيراد» مخجل لثقافات «دخيلة» على المجتمع باتت تمثل «ورماً» مؤلماً ينتظر الاجتثاث..
رأينا نماذج انحرفت عن «مسار» العقل وغردت خارج «المنطق» وشاهدنا كيف تجرأت فتيات قليلات فهم وناقصات فكر على الهروب من نعيم «الأسرة» إلى جحيم «الغربة» بعد أن وقعن ضحية «الأبواق» المأجورة خارجياً ولا تزال أخريات واقعات في «وحل» الحرية البائس ويتظاهرن بالثراء والفرح وفي الحقيقة إنهن يبكين من الداخل إلى درجة «النحيب» على ما فرطن فيه من استقرار وقرار واعتبار لا تقام صروحه إلا على أرض الوطن وتحت ظل الأمان وظلال الأمن.
هنالك من تشدق ردحاً من الزمن في «الفضاء» المبرمج بحثاً عن «شهرة» وهمية متجاوزاً حدود الدين ومتعدياً خطوط العقلانية لنراه بعد زمن في قالب من «النموذج» المشار إليه بالسخرية لأنه كان عنصراً من عناصر «عصابات» خارجية تلعب على «وتر» الانحراف الفكري.
كثيرة هي النماذج التي كانت ضمن «فرق» تم تسخيرها لتنفيذ مآرب وقد مر «التخطيط» الاستراتيجي لعصابات تدمير العقول وغسيل الأدمغة بالحجج الواهية والمغريات المزعومة والوعود الوهمية والأمنيات المضللة بكثير من المراحل تمثلت في الفكر الضال والتفكير المضلل والتدبير المؤدلج والتي وجدت في الشباب والفتيات أرضية خصبة لزرع بذورها «المسمومة» وجذب الكثير من الخارجين عن «محاضن» الأسر والهاربين من «مهاجع» الصواب.
قبل سنوات طويلة ومع بداية زحف الأخوان المسلمين وفروع القاعدة وداعش وأحزاب النصرة وجماعات القتل في إفريقيا وعصابات الظلال في أوروبا وأمريكا كان التخطيط متجهاً إلى استغلال الإسلام في السياسة والعكس وتمرير ضلالات «التوجيه» لتدمير «الصبية» و»الشباب» والقابلين للتشكيل من خلال اتجاهات «سيكولوجية» لعبت عليها تلك الجماعات لسرعة الوصول إلى العقول وسهولة توظيف الحماس في الأجساد معتمدين على شخصيات كانت تدير الخطط في تخصصات مختلفة بعضها كان يركز على الإيحاء السلوكي وأخرى على موجهات التقنية ونوع على رسم «خرائط» التغذية الراجعة من خلال الأفكار المرتبطة بالتنفيذ.
هنالك «قصور» أزلي في فهم «منظومة» الخطط لدى الأعداء فالحروب المعلنة خسائرها كبيرة حتى ولو كان مصيرها الانتصار فهو نصر مقترن بدفع الثمن وعادة ما تكون الحروب ذات أهداف «مؤقتة» وقد تتوقف في حدود معينة مما غير مسارات «الحقد» و»الغل» التي تعنونها «صفحات» التاريخ منذ القدم لتتجه إلى «العقل» والاستعانة بخبراء يركزون على تدمير «البنى» التحتية للشعوب وهم الشباب وجرهم وسحبهم من مساحات «العلوم» و»الابتكارات» و»المعارف» و»الاختراعات» إلى تغيير بوصلة «التفكير» والانشغال في أمور عقائدية تجعلهم في «صراع « مع التربية و»ومثول» أمام التضليل و»ذهول» حول «الوهم».
وقد تنبهت جماعات من خلال خلاياها النائمة التي تستيقظ من «السبات» عندما ترى أن المجال الفكري متاحٌ للتحليق في آفاق العقول مستغلين القابلية للتشكيل والقبول للتضليل والتقبل للتأويل وتمثلوا في البداية في صيحات التشدد ونداءات التطرف حتى جروا إلى معسكراتهم الكثير من الجاهلين والعديد من الغافلين بحيل «صكوك» الغفران واحتيالات «أعراس» الدم وخطط «شروط « الاستشهاد وبعد انكشاف اللعبة وانقشاع الغمة عن المخططات تم العزف من جديد على «أوتار» الحقوق و»أسطوانات» الثورات» ثم الزج في ثنايا «الشعوب» بمطالب التحرر ومتطلبات الحرية حتى تزداد معدلات «الخطط» فتنجح احداها وحتى تجد الأسهم «الطائشة» مقتلاً في عقول الشباب والفتيات.
تنوع حيل «الخصوم» وتجدد ألاعيب «الأعداء» تؤكدها معدلات «التفكك» الاجتماعي و»الخلل» الفكري وحالات «الهروب» للخارج وارتفاع معدل «الأمراض» النفسية وتزايد عمليات تهريب المخدرات وتفاقم حالة «اللامبالاة» وانخفاض معاني «الإنسانية» وتراجع مؤشرات «المعرفة» مما يبرهن بالأدلة القاطعة أن «هذا لشي يراد» من قبل عصابات وجماعات خارجية جندت «الكتائب» لغزو الفكر ومحاربة «القيم» ونشر «الضلال» وإشاعة «التضليل « مما يقتضي الدفاع أمامها بقوة «الحذر» وسطوة «التحذير» والانتفاع بما أعزنا وأكرمنا الله عز وجل به من سلطة «العقل» وسلطنة «التبصر» وبما منحنا إياه من نعمة «الاستقرار» وهمة «الاقتدار»..