أحمد المغلوث
يصادف اليوم الثلاثاء «خامس» أيام العيد والحق أننا في العالم العربي والإسلامي بل كل مسلم في هذا الكون الواسع استطاع أن يحصل على جرعات من الفرح والسعادة والشعور بأهمية ألأسرة عندما التقى البعض بأولادهم أو أقاربهم الذين يقيمون في مناطق بعيدة لأسباب أو ظروف مختلفة للعمل أو للدراسة وبفضل الله يعود البعض منهم ممن أتاحت له الفرصة العودة لمدينته ثم احتضان أفراد «أسرته» فتتجدد الروابط الاجتماعية بصورة لافتة. خاصة عندما يلتقي الابن بأمه وأبيه بعد غياب. وسط احتفالات اللقاء التي لايمكن التعبير عنها فهي فوق الكلمات أو قدرة الكاتب عن تجسيد أجواء اللقاء فقط الفرح ومايتبع ذلك من مشاهد الحب وكلمات يعبر كل واحد من أفراد الأسرة عن مشاعره وسعادته بلقاء ابنه أو ابنته المغتربة.. ومن هنا تكشف لحظات اللقاء في أيام العيد عن حجم السعادة التي تتجسد بصورة واضحة وجلية تعبر عنها دموع الفرح ونظرات الوالدين.. ومايقدم خلال العيد من ألوان الفرح. عبر إقامة الولائم الكبيرة لجميع أفراد الأسرة أو العائلة أو حتى مجموعة كبيرة من أبناء القبيلة كما يحدث في بلادنا وفي مختلف المناطق, بل من أروع الأشياء التي تحدث على هامش العيد تناسي البعض «أضغانها» وأحقادها وغير ذلك من أسباب الخلافات أو حتى»الزعل» ربما حدث بين بعضهم البعض تباعد ما لكن تجدهم في العيد» قد مدّ كل واحد منهم يده للآخر ماسحاً مختلف الخلافات وباعثاً بين الفرقاء المودة وبالتالي تسود ظاهرة العودة لجادة الصواب والمحبة والوئام. وهم يحتضنون بعضهم البعض. ويتحلقون حول موائد العيد.
هذا العيد العظيم الذي أكرم الله به عباده المسلمين لينعموا ببركة وفرحة العيد بعد شهر من الصيام والقيام والجميع وعلى هامش أفراح العيد نجد انطلاقة المهرجانات والاحتفالات التي تقام في المناطق والمحافظات بل وحتى المدن والقرى خاصة وأن بلادنا الحبيبة تتمتع بوجود موروث كبير من الفعاليات التي تجسد الأفراج والتعبير عن السعادة من خلال الفنون الشعبية من رقصات وأهازيج وشيلات تجس المحبة والتقدير والوفاء والولاء للوطن وقيادته العظيمة.
ولقد كشفت دراسات عديدة في العالم أن الفنون الشعبية من رقص وكل ماله علاقة بالتعبير عن السعادة والمشاركة مع الآخرين يعتبر من أفضل العلاجات لكثير من المشاكل الحياتية اليومية.. مما يتيح لكل من شارك فيها أن يهرب من متاعبه إلى عالم مليء بالسعادة والفرح والبهجة, ففي إيقاع الرقص أو الحركة تفرز الأجسام هرمونات مضادة للضيق أو الحزن أو حتى التوتر فتجعل من يشارك فيها أكثر شباباً وحيوية وصحة. وفي العديد من دول العالم تعتبر ممارسة الرقص والفنون الشعبية الحركية تحسن من الأداء الجسدي. وهو بالتالي مفيد لمختلف الأعمار الكبار والصغار..
وماذا بعد لقد جعل الله سبحانه وتعالى لنا الأعياد الإسلامية فرصة للجميع لبث الفرح والسعادة بين أفراد أسرهم ومجتمعاتهم.. وماذا بعد دائماً وأبداً تشرق علينا إضاءات الإسلام المختلفة التي تشكل دروساً فيها مافيها من تعليمات وتوجيهات وإشارات لبث السعادة والترفيه البريء بين أبناء الإسلام ليسعد الجميع ليس فقط خلال أيام الأعياد فحسب وإنما على مدار الأيام والشهور. والعيد الذي يعود علينا هذه «الشعيرة» الخالدة والتي تبث في نفوسنا الكثير من المعاني السامية والتي تجعلنا نفتح قلوبنا للجميع لنشاركهم الفرح بالعيد. فرح في وطن اللحمة الواحدة. الجميع يشعر بالفرح والسعادة وقلوب الجميع بمشيئة الله تسودها المودة والإخاء والوفاء والولاء لهذه المملكة الغالية التي ملكت لا قلوب مواطنيها فقط وإنما كل عربي ومسلم يتجه في صلاته إليها كل يوم.