(إنا لله وإنا إليه راجعون).. (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً).. انتقل إلى رحمة الله وإلى رحاب جنات النعيم، أخي وصديقي وأستاذي المرحوم بإذن الله عبد الله بن عبد العزيز بن صالح النعيم إلى جنة الخلد يوم الأحد الثاني من شهر شوال بعد أن أقعده المرض خلال شهر في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وهذه حال الدنيا (إنا لله وإنا إليه راجعون).. إن الموت رحمة بإذن لله.
لقد كانت حياته حافلة بأعمال البر والخير والصلة والرحمة، لقد كان أستاذاً خلوقاً وبراً بأسرته وأقاربه ومعارفه.
لقد عاش- رحمه الله- حيث تعلم بالمدرسة العزيزية بعنيزة حتى السادس الابتدائي، ثم انتقل الى مكة المكرمة والتحق بالمعهد السعودي، حصل على ثانوية المعهد وأراد الشيخ محمد بن مانع مدير عام المعارف (آنذاك) أن يبقيه مدرساً، لكنه اعتذر ثم سافر الى القاهرة ليلتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصل فيها على شهادة العالمية في الآداب واللغة العربية، عاد بعدها الى المملكة لكي يتعين مديراً للثانوية، التي كانت تشغل غرفاً في مبنى شارع الوزير ((الملك فيصل لاحقاً)) وأمضى عدة سنوات مديراً حازماً وصديقاً لتلاميذه الذين أحبوه كثيراً لحسن أخلاقه ومعاملة لهم.
بعد مدة تزيد على عشر سنوات، سافر إلى إنجلترا لدراسة اللغة وبقي هناك ثلاث سنوات عاد بعدها إلى الرياض وعين مديراً عاماً للتحرير (الأرشيف) بوزارة المعارف.
وبعد عدة سنوات انتقل الى وزارة العمل (الشؤون الاجتماعية) ليكون مديراًعاماً للضمان الاجتماعي، وفتح فروعاً في جميع أنحاء المملكة وكان يطوف عليها واحداً واحداً مفتشاً وموجهاً، بعدها أصبح وكيل الوزارة للضمان الاجتماعي عدة سنوات ثم تقاعد مبكراً.
ثم تعين مديراً عاماً لشركة المعيقلية، التي أشرف على بنائها، وهي مملوكة لكل من أمانة مدينة الرياض والشركة العقارية السعودية، وزارة الشؤون وجهة نسيت اسمها لتكون شركة مساهمة مقفلة أقام بها فندقاً وشققاً سكنية ومتاجر، أشرف على تأجيرها لعدة سنوات.
واختير عضواً في أول مجلس بلدي لمدينة الرياض بانتخابات حرة أجريت في البهو التابع للبلدية في شارع الجامعة.
وكان نائباً للرئيس حتى انتهت مهمة المجلس.
ثم أقام في منزله وبين إخوانه وعائلته مطمئناً وحريصاً على علاقته الأسرية وهو كان محبوباً من جميع أفراد الأسرة في الرياض وعنيزة، والدمام.
رحم الله أخي وصديقي وأسكنه جنات النعيم مع الرسل والصالحين والشهداء والصديقين.
لقد افتقدت الأسرة أخاً وأباً وابناً ولكن عز وجل اختاره لمن عنده.
والعزاء لكل من أسرة النعيم والخويطر والعوهلي ولابنه عبد العزيز، وبناته، وأخيه الدكتور حمد العبد العزيز النعيم، وزوجته المؤمنة بقضاء الله وقدره حصة الحمود العوهلي.
رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله جنات النعيم وغفر له، (إنا لله وإنا اليه راجعون).
لقد افتقدتك كثيراً لما لك من فضل علي بعد الله عسى الله القدير أن يجمعنا بك في الجنة.
**
- عبد الله العلي النعيم