د. معراج أحمد معراج الندوي
عيد الفطر هو نداء يهدف إلى شحن همتنا وحماسنا لبناء السلام العادل والدائم لكل البشر، وترسيخ أواصر الأخوة والعيش معًا بعيداً عن التعصب والتطرف وأعمال العنف. يوم العيد يهدف إلى ارتقاء الإنسان والإنسانيّة والكون إلى حياةٍ جديدة، العيد يهدف إلى المساهمة في إشاعة وتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر والاحترام المتبادل والتلاقي والتعاون والمحبة والسلام.
العيد في الإسلام ليس لطبقة دون طبقة، والفرح في الإسلام لا يجدي ولا ينفع إذا لم يكن فرحاً شاملاً عاماً، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وكالبنيان يشد بعضه بعضاً، والعيد في الإسلام ليس عيد البطن والمعدة، بل هو عيد القلوب والأفئدة، والسعادة في العيد لا تتم إلا إذا كانت سعادة جامعة مانعة، سعادة شاملة كاملة، لا تتم إلا إذا كانت سعادة أمة، لا سعادة فرد وأسرة، ولا سعادة مدينة ودولة، وليس السعادة لمن لبس الجديد، وأكل الحلوى والثريد، ولكن السعادة الحقيقية حينما يبذل الإنسان المسلم كل ما في وسعه لنشر السلام والمحبة وتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل.
العيد يصفِّي النفوس من الضغينة والكراهية، ولا يبقي سوى مشاعر الود والحب والسعادة، كما يهدف العيد إلى أن يكون العام الجديد عام خير وسلام ومحبة، وأن تكون مناسبة عيد الفطر هي رسالة محبة وسلام وأمن واستقرار بنشر الفرح والحب والأمل في تحقيق السلام للعالم كله.
إن للعيد رسالة سامية لتطهير القلب من المشاعر السلبية من بغضاء وأحقاد لتحل محلها المشاعر الإيجابية من محبة ورحمة وأمان، هذه رسالة العيد المبارك تدعو البشرية كي تؤلّف عائلةً واحدةً على قاعدة العلاقات المتناغمة بين الأشخاص والشعوب وتعزيز كرامة الإنسان واحترام الطبيعة. وما أحوج العالم اليوم إلى رسالة العيد المبارك الفريدة للتعايش بالحب والسلام والوئام والاحترام في عالمنا المعاصر. فكل عام وأنت تغزل من الشمس نوراً وضياءً لهذا اليوم بالإنسانية العالية، فالعيد هو فرصة نادرة لنشر السلام والمحبة هو لتصفية الخلافات وتأليف القلوب وأبسط وأسهل هذه الأنواع هي أن تُرسل رسالة تحمل كلمة كل عام وأنتم بألف خير وسلام.