الخرطوم - الوكالات:
شددت منظمات المجتمع المدني، على ضرورة فتح ممرات آمنة للمدنيين، وتنفيذ هدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تستمر إلى 10 أيام.
وأكدت أن أكثر الوفيات بسبب الاشتباكات كانت بين الأطفال والنساء بنسبة 53 % أطفال، و23 % نساء من إجمالي عدد القتلى، وفقاً للإحصائيات.
كما لفتت إلى أن الصراع انعكس سلبياً على المرافق الصحية، ما أدى إلى خروج 85 % من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة، مشيرة إلى وجود نقص في المعدات والكوادر الطبية، وسبل الحركة للوصول إلى المتضررين.
إلى ذلك، أكدت المنظمات المدنية أن أكثر من 6.3 ملايين سوداني داخل العاصمة السودانية يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة، سيما بعد التطورات الأخيرة الجارية.
وطالبت بضرورة الوصول إلى حل فوري لوقف القتال وخروج الأطراف المتحاربة خارج المدن، وإنشاء مناطق عازلة في حدود 10 كيلومترات.
وفي هذا الصدد انتهك يوم أمس ما كان يفترض أن يكون هدنة لثلاثة أيام بالسماح للمواطنين بالوصول إلى مناطق آمنة وزيارة عائلاتهم خلال عطلة عيد الفطر. ويتهم كل طرف الآخر بعدم احترام الهدنة.
من جانب آخر رجحت الولايات المتحدة عدم تغير الأوضاع الأمنية في السودان على المدى القصير بعد إجلائها الدبلوماسيين الأميركيين بأمان.
وقال مدير العمليات الخاصة في هيئة الأركان المشتركة الأميركية، دوغلاس سيمز، إن الولايات المتحدة لا تتوقع تغير الوضع الأمني على المدى القريب، مضيفاً أن واشنطن لا تتوقع تنسيقاً لإجلاء الحكومة الأميركية لمواطنين أميركيين في السودان حالياً أو خلال الأيام المقبلة، بحسب رويترز.
وكانت واشنطن علقت بصفة مؤقتة العمليات في سفارتها بالخرطوم بعد أن أجلت جميع الموظفين الأميركيين وعائلاتهم بأمان في ظل استمرار العنف في السودان.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان «سنواصل مساعدة الأميركيين بالسودان في التخطيط لسلامتهم واطلاع المواطنين بالمنطقة على أحدث تطورات الوضع هناك» مكرراً الدعوات لطرفي الصراع بتمديد هدنة العيد وتوسيع نطاقها على نحو عاجل من أجل وقف دائم للأعمال القتالية.
إلى ذلك، تواصلت عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية من السودان، وسط استمرار القتال الدموي بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي للأسبوع الثاني على التوالي.
وبدأت فرنسا «عملية إجلاء سريع» لمواطنيها ولطاقمها الدبلوماسي من السودان، ولفتت الخارجية الفرنسية إلى أن العملية ستشمل أيضاً مواطنين أوروبيين, ويأتي الإعلان عن المبادرة الفرنسية بعدما أعلن الرئيس الأميركي، أن القوات الأميركية نفذت مهمة لإجلاء موظفي السفارة الأميركية من الخرطوم.
وكان دبلوماسيون أجانب قد بدأوا في مغادرة السودان من ميناء على البحر الأحمر، بعد أسبوع من بدء القتال في أنحاء البلاد. وذكرت شبكة التلفزيون اليابانية «تي.بي.إس» أنه سيتم إجلاء موظفي الأمم المتحدة ومنهم الرعايا اليابانيون وعائلاتهم.
وأدى القتال في المناطق الحضرية إلى محاصرة أعداد كبيرة في العاصمة. وجرى استهداف المطار بشكل متكرر ولم يتمكن العديد من السكان من مغادرة منازلهم أو الخروج من المدينة إلى مناطق أكثر أماناً.
وقالت نقابة أطباء السودان إن ما يربو على ثلثي المستشفيات في مناطق الاشتباكات توقفت عن الخدمة، مضيفة أن 32 مستشفى إما أنها تقع في مرمى النيران أو قام جنود بإخلائها قسراً.
وحثت الأمم المتحدة ودول أجنبية قائدي طرفي الصراع على احترام هدنة وقف إطلاق النار المعلنة التي تم تجاهلها في كثير من الأحيان، وفتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار وإدخال مساعدات تشتد الحاجة إليها.