محمد بن علي الشهري
عندما تُفرِط في منح شخص ما.. سواء عن قصد أو عن غير قصد، أكثر وأكبر من قدراته على استيعاب وتثمين ذلك الإفراط في التكريم الذي قد يتحول إلى (تفريط) بالقيم والكرامة.. فعليك أن تتحمل وحدك مسؤوليات وتبعات صنيعك.. وليس على الآخرين أن يحملوا وزره، ولا سيما إذا أساء ذلك الشخص الذي منحته كل شيء تقدير المكانة التي وضعته فيها إلى درجة تفسيرها من قِبله بأن شعورك بالدونية هو ما جعلك تمنحه الثقة المطلقة بأن يمارس ما شاء له ممارسته ويعاملك بكل فوقية واحتقار وأنت ساكت..
نعم: كرستيانو رونالدو (كان) لاعب كرة عظيم ولا خلاف عليه، غير أنه أضحى بفعل السنين عبارة عن وسيلة دعائية وإعلانية أكثر من كونه لاعباً فعّالاً ومفيداً فنياً.. وهذا الأمر أيضا لا خلاف عليه.
المؤسف أن (الدون) لم يقدّر ولم يثمن حجم التكريم والتبجيل والتوقير المبالغ فيه الذي يحظى به على كافة المستويات الرسمية والشعبية.. ولم يحترم، ولم يقدّر قيم البلد المضيف وأهله الذين أكرموه كما لو أنه أحد النجوم وليس لاعب كرة يلفظ أنفاسه الكروية الأخيرة.
كمواطن سعودي: أرفض بشدّة أن يعامِل أي شخص - أياً كانت صفته - المجتمع السعودي على أنه مجتمع لا يستحق الاحترام إلى حد أنه يمكن أن يبتلع الإهانة هنيئاً مريئاً.
ليس ذنب المجتمع السعودي أن (الدون) قد فشل في جميع مهماته التي جيء به من أجلها فلجأ للممارسات الخاطئة.
فلتذهب الخدمات الدعائية التي قد تتحقق عن طريق وجود الدون أو سواه إلى الجحيم إذا كان القبول والتغاضي عن هكذا ممارسات، وتشويهات للمجتمع هو الثمن علاوة على المليارات.
الدولة تدعم وتعطي القطاع الرياضي بسخاء في سبيل تقديم صورة رياضية مشرّفة دون التفريط بأي من قيمنا التي نعتز ونباهي ونفاخر بها بين الأمم.
إذا لم تستطع الجهة المعنية اتخاذ الإجراء الصحيح تجاه (تصرف الدون) لأي سبب من الأسباب - وهذا هو المتوقع - فعليها أن تصارح الجمهور بذلك.