عبد الله سليمان الطليان
التفاهة هي نقص في الأصالة أو الإبداع أو القيمة، ويقال رَجُلٌ تَافِهٌ: غَيْرُ مُتَّزِنٍ، قَلِيلُ العَقْلِ لاَ قِيمَةَ لأَعْمَالِهِ، وهذا مع الأسف ما تعج به بعض قنوات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والذي انتشر كالنار في الهشيم، فهل أنت ممن يتابع تلك التفاهة وأصحابها؟ لسان الحال يقول هناك قسم يتابع حتى وإن كان على درجة عالية من التعليم، يأخذ هذه التفاهة على أنها ترويح عن النفس بعد شغل مضنٍ ومجهدٍ ومن الأحق إعطاء النفس راحة من العناء والتعب ولكنهم ليسوا مدمنين في المتابعة، ولا يروا أن هذا عيب أو أمر مخجل وهناك قسم آخر يتابع بشغف بتلهف تلك التفاهة وأصحابها، ولو كان هناك إحصائية لوجدنا أن الأعداد كبيرة جداً ونسبة عالية من هؤلاء في مستوى تعليمي متدنٍّ، وهم لقمة سائغة لأصحاب تلك التفاهة في المتابعة الذين حققوا شهرة واسعة على حسابهم، وليت الأمر يتوقف عند ذلك بل إن الأمر زاد سوءاً عندما صارت بعض القنوات الإعلامية تعطيهم أهمية أكبر عبر الاستضافة وإلقاء الضوء على مسيرة هذه الشهرة التافهة والتي في بعض منها مثار السخرية ومؤسفة ومؤثرة على واقع الشباب المراهق، هذه القنوات يهمها جذب عدد كبير من المتابعين والحصول على مردود مالي فقط، ولا يهمها أحياناً ذوق المشاهد الجاد الذي يبحث عن مادة مفيدة، ويعتبر الأمر مسايرة الواقع (وأن الجمهور هو ما يحتاج لهذا) وصار الأمر مقاولة تجارية ولابد من تغذية هذا القنوات بأي شيء.
أخيراً يبقى أننا لسنا ممن يقف في وجهة الطرفة والفكاهة التي تصدر من أشخاص هدفهم إسعاد الناس والترويح عنهم بعيداً عن خدش الحياء بعبارات غير لائقة أو سلوك مشين ومعيب مخل بالذوق العام.