سارا القرني
الحرب على المخدرات يشغل بال الكثيرين حول العالم، فهي تشكل خطراً كبيراً على الفرد والمجتمع بشكل عام، ومع تزايد استخدامها في العالم.. فإن الحاجة إلى التوعية والتثقيف حول هذه المشكلة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. ولذلك، تشهد المملكة العربية السعودية تفوقاً كبيراً في حربها على المخدرات خلال السنوات الأخيرة، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات الأمنية والتدابير الوقائية للحد من تهريبها. هذا بالتزامن مع التدابير المكثفة للحد من الجريمة في المملكة بشكل عام، وذلك وفقًا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2021، فإن معدل الجريمة في المملكة العربية السعودية قد انخفض بنسبة 43 % خلال السنوات الأخيرة.
هناك العديد من الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها في المملكة العربية السعودية، مثل تطوير نظام الرصد والمراقبة الإلكترونية، وتوفير التدريب والتعليم لرجال الشرطة والجهات الأمنية، وتحديث تقنيات الكشف عن المتفجرات والأسلحة والمخدرات، وتعزيز التعاون الدولي في مجال تهريب المخدرات ومكافحة الإرهاب والجريمة.
لماذا أذكر الجرائم المختلفة بالتزامن مع الحرب على المخدرات؟ لأنّ المنظمات الإرهابية تعتمد في تمويل أجنداتها على تجارة المخدرات وأرباحها، فكل تجفيف لموارد المخدرات يعدّ تجفيفاً لمصادر الإرهاب حول العالم، ففي العام الماضي تحديداً في شهر أغسطس تم ضبط ما يقارب 47 مليون حبة إمفيتامين مخدرة كانت مخبأةً في شحنة دقيق وكذلك القبض على مستقبليها، فهل يعقل أن هذه عملية ترويج عادية من تجّار المخدرات؟ إنها تعكس مدى انخراط جماعات الجريمة المنظمة والإرهاب في تجارة المخدرات بعد أن جففت المملكة مصادر تمويلهم من حملات التبرعات الوهمية والتسول وغيرها، ولم يبقَ إلا التهريب!
كل يوم والآخر تصدمنا الصحف والأخبار بالكميات التي يتم ضبطها إما في منافذ الجمارك أو مع المروجين داخل المملكة، فالكميات المهولة التي تضبطها المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع مصلحة الجمارك.. تضاهيها كميات كبيرة أيضاً يتم ضبطها لدى المروجين، فقبل عدة أيام ضبطت المديرية العامة لمكافحة المخدرات مروجاً لديه 100 ألف قرص إمفيتامين مخدر وعدد من الأسلحة، وقبلها بيوم واحد فقط قبضت على رجل لديه 116 ألف حبة وما يربو على نصف كيلوجرام من مادة الحشيش، ويوم الأحد تم ضبط 3 ملايين و600 ألف حبة مخدرة قادمة إلى المملكة في شحنة بطاطا، فلو لم تكن هذه حرباً إرهابية فماذا ستكون؟
جهود وزارة الداخلية في حربها على المخدرات تطورت تطوراً لافتاً ومرعباً لكلّ عدوّ.. باعتبار المملكة هدفاً رئيسياً لكلّ حاقد، لكنهم اصطدموا بسدٍّ لن يظهَر عليه عدوٌ ولن يستطيع له نقباً، وتبقى التوعوية التي تبدأ من الأسرة والمؤسسات التعليمية وكافة شرائح المجتمع أمراً مهماً للتصدي لهذه الآفة المقيتة، دمار المجتمع يبدأ من دمار عقول أبنائه، وكلنا جنديٌ لهذا الوطن المعطاء، وحاجزٌ منيعٌ أمام كلّ عدوٍ حاقد!