م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - عالم اليوم هو عالم السرعة والوفرة والشمولية.. ولتحقيق هذه الثلاثية لا بد من وجود خارطة طريق للوصول إليها.. فعلى محور السرعة ليس هناك ما يفوق التقنية بتطبيقاتها الرقمية التي تعالج (تقريباً) وتدخل وتؤثر وتقود كل شيء.. فكل ما يمكن أن يخضع للمعالجة الرقمية قابل للانتشار والتكاثر بسرعة غير مسبوقة وبفارق كبير.. وهذا كما تقول كتب الإدارة المعاصرة خلق حالة إرباك لما سبقه.. فانهيار السابق أمام الجديد يكون غالباً انهياراً كاملاً.
2 - العالم اليوم يعيش زمن الاتصال الإلكتروني الذي جعل «العالم في راحة اليد» واقعاً معاشاً.. بل إن العِقْد القادم يبشر بتطورات جذرية تجعل من تحولات اليوم بدائية بسيطة.. حيث سيصبح الاتصال المعرفي والثقافي والعملي والشخصي أمراً متحققاً.. وسوف يقارب بين الثقافات واللغات وسوف يلغي المسافات ويقرب بين البشر بشكل غير مسبوق.
3 - النطاقات المستحدثة مثل الروابط، والشبكات، وأجهزة الاستشعار، والروبوتات، والذكاء الصناعي، والجينوم، والطب الرقمي، والنانو.. كلها تقنيات تُحْدث في عالم اليوم تغييراً جذرياً تعيد فيه صياغة الأمور والمفاهيم من حولنا بشكل يهدد وجود القائم والمعتاد والمألوف من الأعمال.. وينقلنا إلى عالم كنا نحسبه ضرباً من الخيال منذ عهد قريب.. هذا العصر لن ينجح فيه من يقاوم التغيير مهما كان حجمه وأهميته اليوم.
4 - الشبكة الإلكترونية أتاحت قيام علاقات تعاون واسعة على مستوى الأفراد ومستوى الكيانات التجارية أو الصناعية أو السياسية أو الفكرية.. كما أتاحت البيع والشراء دون وسيط وبشكل فوري.. وفتحت الخيارات للقرارات على أوسع أبوابها.. وفتحت أسواق العالم كله أمام الباحث عن أي شيء في أي مكان.
5 - المرحلة القادمة هي مرحلة الانتقال من (التكنولوجيا الآلية الموجهة) التي سوف توصف لاحقاً بالتكنولوجيا الغبية.. وذلك بعد أن تسيطر التكنولوجيا الذكية على كل مفاصل الحياة.. حيث تستشعر التكنولوجيا الذكية ما تحتاج ويكون لديها توقعاً دينامكياً عالياً مع خاصية ذاتية التنظيم.
6 - هناك إجماع على أن عصر الكيانات الضخمة ثقيلة الخطى بطيئة الحركة قد انتهى.. فإذا كان الترانزستور قد نقل التقنية إلى جيل أصغر وأسرع في الستينيات الميلادية من القرن الماضي، فإن تقنية النانو اليوم تنقلنا إلى مقاسات متناهية في الصغر وإلى سرعات فائقة القياس.. وهذا يرجح فرضية نجاح الكيانات الصغيرة الرشيقة المرنة سهلة الحركة في أن تكون هي الرائدة في عالم الأعمال وأن تمتلك مفاتيح القوة.
7 - عالم اليوم هو بيئة التنشئة للجيل القادم ومجتمع الغد.