منال الحصيني
الكاهنة العظمى هي شخصية أُنثوية تقليدية في أوراق التارو، عادة ما تتمثل في امرأة تجلس على العرش، وغالباً ما ترتبط بالجنس الأنثوي، تدل على الاختيار بين أمرين بالاعتماد على الحدس.
«التاروت» كلمة تحمل العديد من الأسرار والألغاز قد يحاول الكثيرون تفسيرها وحل رموزها، هي كلمة فرعونية الأصل تنقسم الى شقين «تا» و»رو» وتعني الطريق الملكي وربما تكون قد اشتقت من التوراة كما يؤكدها البعض، تتضمن في احد اوراقها «العربة»، وكرت» العدالة» جاء ليرمز الى ازدهار الإسلام وعدالته.
صِدقاً أنا لست من المهتمين لأمرها ولكن جذبني الفضول لمعرفة تاريخها وماهيتها.
كتبت مقالاً بعنوان (الكاهنة العظمى) في زاويتي الأسبوع المنصرم مفادُه توجيه للجنسين بعدم المهاترات والانصياع امام التيارات الأنثوية أو الذكورية الساذجة التي تديرها منظمات خارجية تقتات منها، على لسان الكاهنة العظمى لِما وجدته من قبول لفئة الشباب من كلا الجنسين لمتابعة مثل تلك الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي، جزماً مني لوصول الفكرة إلى عقولهم بشكل أكثر وضوحاً من خلال العنوان الجاذب.
فتفاجأت أن العنوان عُدل إلى «حوار معها».
ومن هي يا أستاذ خالد؟ فأنت الأب الروحي لي ومعلمي في هذه الصحيفة.
أجابني: لم أر ما يدل على الكهانة في مقالك فأخذت قلمي لأُسعف الموقف.
كعادته أبوبشار في إدارة الأزمات في صحيفتنا الموقرة.
ولكن كان الأمر مختلفاً فما أعنيه في مقالي هو مخاطبة العقول الشابة لأمر كان يعنيهم بصيغة تلامس ذائقتهم الأدبية بعنوان كنت أراهن بأنه سيدفعهم لقراءته وفهم محتواه بلا ملل، فلم يعد العالم مغلقاً علينا كما في الماضي فالأجيال الحالية تتمتع بوصول لا مثيل له الى جميع انحاء العالم تقريباً.
أما عن الكابالا.. فهي معتقدات وشروحات روحانية وفلسفية.
هي فلسفة تفسير العلاقة بين الله اللا متغير والأبدي السرمدي وبين الكون المتهالك المحدود.
في قرون مضت.. وبشكل ادق تعود الى اليهودية ما قبل التحريف، وبدقة اكثر ترمز إلى «التصوف».
بغض النظر عما نحا به بعض انصارها حتى اصبحت نوعاً من التطرف يقود الى الإلحاد.
الكابالا... مبدأ حياة الكاهنة العظمى التي نذرت نفسها أن تُقسِط ولا تُشطط، وشُطب اسمُها، فما هي إلا كبوة جواد متفان أراد بها كمالا، «ما الكتب يا سيدي إلا عقول الأجيال حُفظت في الورق خلف الزجاج».