عطية محمد عطية عقيلان
اللصوص الثلاثة
ليو تلستوي من عمالقة الروائيين الروس في القرن الـ 18 وبداية القرن الـ 19، له قصة قصيرة من الأدب الروسي، يحكي فيه عن ثلاثة لصوص تآمروا ليسرقوا فلاحاً، الأول تغافله وسرق ماعزته ووضع الجرس في الحمار، والثاني سرق الحمار بعد أن كسب ثقته وأرشده بوجهة السارق ليلحق به، أما السارق الثالث الذي استطاع أن يكسب عطفه، فقد سرق ملابسه، وهذه القصة تختصر ما يمر بنا في هذه الحياة، ونؤدي إحدى الشخصيات فيها سواء الفلاح أو أحد اللصوص الذي يأتي من الخلف، أو من يكسب الثقة قبل أن يغدر أو من يجيد البراءة والظلم ليحصل على التعاطف قبل أن يستولي على كل شيء بما فيها الملابس، أحذر أن تكون أي شخصية فيهم.
حرامي بس عنده قليل من القيم
ينقل أن أدهم بن عسقلة، كبير اللصوص في العصر العباسي، حين حضرته الوفاة نصح أتباعه اللصوص بالتالي «لا تسرقوا امرأة ولا فقيراً ولا جاراً، وإذا سرقتم بيت أحدهم فاسرقوا نصفه واتركوا النصف الآخر له ليعتاش عليه مع أهله، ولا تكونوا أنذالاً أو ظلمة أو قتلة»، وبعيداً عن مثالية الكلمات التي تتعارض مع عمل اللصوصية القائم على الغدر وسلب أموال الناس، ولكننا نجدها في بعض أمثالنا مثل:» كان سروق .. شبع وتاب».
اللص المحبوب
كان تشارلز ارثر فلويد 1903م، لص بنوك وكان بعد أن يسرق المال، يقوم بحرق أوراق الرهن العقاري الخاصة بالمواطنين، حتى لا يفقدوها عند التخلف عن السداد، وأطلق عليه اللص المحبوب، رغم أن ما يقوم به فيه تعدٍّ وضرر على هذه البنوك ولكن الناس مستفيدة من هذا الضرر وإن كان على خطأ، وفي النهاية وجد مقتولاً وهو في الـ 30 من عمره.
عروة بن الورد صعلوك الفقراء
أطلق على عروة بن الورد أمير الصعاليك، كان شاعراً وفارساً ويغزو ويسرق من الأغنياء ليطعم الفقراء، ويعد من كرماء الجاهلية، وإن كان كرمه من مال يسلبه من غيره، إلا أن فكرته ممتدة حتى عصرنا الحالي، لمن يسرقون ليساعدوا المحتاجين، رغم عدم أخلاقية ذلك ولكن شاعرية وشجاعة عروة أضافت هالة من التقدير والاحترام على ما يقوم به، أسوة بما قامت به السينما العالمية عن روبن هود.
خاتمة
يقول ليو تلتسوي «الجميع يفكر في تغيير العالم ، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه».