عثمان بن حمد أباالخيل
أذهان الناس تختلف على اختلاف قوة النفس التي تشمل الحواس الظاهرة والباطنة، معدة لاكتساب العلوم وهو الاستعداد التام لإدراك العلوم والمعارف بالفكر، والذهن بصفة عامة هو الفهم والعقل والاستعداد للإِدراك. الحواس الظاهرة لدى الإنسان هي الحواس الخمس أما الحواس الباطنة الحس المشترك والخيال والوهم والحافظة والمتصرفة. «الذهن» كلمة مرادفة للعقل ويطلق على عدد كبير من الملكات الراقية كالوعي والانطباع والتذكر والإرادة والتفكير. والآن بعد هذه المقدمة البسيطة السؤال أين يقع الذهن؟ وكيف نشعر به أم هو كالضمير غير محسوس؟، للإجابة على ذلك هناك ثلاثة احتمالات أولها الذهن هو مجرد (محصلة نفسية) يستحيل رؤيتها أو تحديد موقعها داخل الجسد، وثانيها فيقدمه فلاسفة المادة الذين يرون أن الذهن يقع في الجمجمة، وثالثهما فيحاول الجمع بين أولاً وثانياً. عموما الإنسان الذهين هو الذي يستطيع تحليل كل شيء والنظر خلف الجدران والسطور، كذلك الإنسان الذهين الذكي والحكيم والفطن. (يمكن أن أقول لكم ما إذا كان الرجل ذكياً من إجاباته. يمكن أن أقول لكم ما إذا كان الرجل حكيماً من أسئلته). نجيب محفوظ
هناك أناس شَوَارِدُ الذهن غير قادرين على التركيز وهذا دليل على فقدان الإحساس بالمكان، والزمان التي يمر بها لكنه شرود وقتي وهذا الشرود في بعض الأحيان مؤلم وربما يكون قاتلاً وله عواقب خطيرة، الإنسان الذي يقود السيارة وهو شارد الذهن، الإنسان الذي يؤدي عملاً مهماً وهو شارد الذهن، الإنسان الذي في اجتماع أو لقاء وهو شارد الذهن والأمثلة مثيرة. في لهجتنا المحلية هناك كلمة (مفَهّي) وهي تعني عدم الإدراك الكامل للأحداث المحيطة به على سبيل المثال عندما تكون واقفاً عند الإشارة المرورية وتضيء باللون الأخضر ولا تتحرك إلا بعد سماع المنبهات فأنت مفهي وما أكثر المفهين عند إشارات المرور. وفي المقابل هناك الكثير ممن يملكون التفتح الذهني والتي تنطوي على تقبّل طيف واسع من الأفكار، النقاشات والمعلومات ويدركون وضعهم وتصرفاتهم ووجهتم. (لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة) مصطفى السباعي.
هل الذكاء وراثي أم مكتسب؟ من أين يأتي الذكاء؟ أم هناك رأي ثالث، يعتمد الذكاء بنسبة كبيرة على عامل الوراثة، ولكن في حالة عدم تنمية الذكاء فإنه يختفي، لأن جميع القدرات الذهنية التي تشمل الذكاء تتطور أثناء تعاملات الحياة اليومية للإنسان، للجينات الوراثية تأثير نسبي على قدره الأبناء العقلية وذكائهم عن طريق توارثها حيث إن 88 % من الذكاء موروث وأن 20 % من الذكاء مكتسب. ببساطة الذكاء هو البراعة والمهارة الفكرية للبشر، والتي تتميز بوظائف معرفية معقدة ومستويات عالية من الدوافع والوعي الذاتي. الإنسان الذهين يؤثر على الآخرين بذهانته وقوة تأثيره.
همسة: (الإنسان الذكي كالبحر يتكيف مع ظروف الطقس تقل ضوضاؤه وترتفع).