محمد بن عبدالله آل شملان
إن شعراء المملكة دوماً يعبرون عن مشاعر الولاء والانتماء والحب للوطن ولقيادتهم الرشيدة.
هي - بلا شك - مشاعر نابعة من القلب، مشاعر شعب فيها كل المودة والحب والاحترام لقيادةٍ هي الحياة، مشاعر على أجنحة الشعر في عامه، وسحر اللفظ والمعنى، فيها معاني الصدق والوفاء، معاني الانتماء الوطيد القوي الذي يربط بين الشعب والقيادة، شعب يسير وطنه في طريق الرفعة والسؤدد والعزة، وقيادة تقود الوطن إلى أرفع الأماكن وأسماها، في قصص ومشاهد بانورامية تستحق التأمل.
قائد في عام الشعر
26 رمضان ظلّ وسيظل في صدى الأيام بهجة، بيعة العز والبذل والعطاء، هو يوم الذكرى السادسة لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هو يوم للوطن الذي منحه الله قائداً من طراز فريد، هو من أذهل العالم برؤيته، ومن خطف الأضواء بحضوره، حتى أصبح العالم يراقب كل تحركاته وصوره، رجلٌ سخّر أحلامه وطموحاته لوطنه ولشعبه، لم يدخر حلماً لنفسه، بل اقتصرت رؤيته على بناء وطن وتحقيق إنجازات واستشراف مستقبل لتنعم به الأجيال الحاضرة والمستقبلية.
كل عام وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بخير وصحة وسعادة، كل عام وسموه فخر الوطن وفرحته، كل عام وأنت بخير يا نبض الرؤية السعودية 2030 وشريانها، دمت لنا فخراً وعزاً، وكل عام وأنت قائد الرؤية والنهضة والإيجابية.
يُذكر أن سمو الأمير محمد تولّى ولاية العهد في 26 رمضان 1438هـ، وقام بإصلاحات رئيسيّة على صعيد الوطن، بما في ذلك إطلاق استراتيجيّة الرؤية السعودية 2030 في العام 2016 وخطة التحول الوطني 2020، وكذلك عدد من المشاريع كالقدية والبحر الأحمر ونيوم والعلا وأمالا وتروجينا وذا لاين، والحكومة الإلكترونية، ودعم نشاط الخيول والإبل والسباقات الرياضية، وفتح أبواب الترفيه والسياحة وسعى لجذب المستثمرين الأجانب لتنويع مصادر الاقتصاد، وأطلق أربع مناطق اقتصادية، وأضاف قاموس «الطموح والهمة» إلى شعبه، وترك بصمة في مؤشرات مجالات الحياة العلمية والثقافية والرسمية والاجتماعية.
ولاء وانتماء وحب قضيناها مع عدد كبير من الشعراء على مستوى مناطق ومحافظات المملكة، وقرأنا مشاعرهم الغنية بالحب والتقدير والولاء والوفاء، لشعراء بارعين في الحب والفخر بشخصية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان القيادية، حملت أصدق المفردات الشعرية لسموه؛ تعبيراً عن بالغ حبهم وتقديرهم لصاحب الأيادي البيضاء والتوجيهات السامية السديدة.
وفي عام الشعر العربي 2023 الذي يزدان به وطننا وعلى مدار عام كامل بدفء الشعر وبوح الشعراء، عبر تبني وزارة الثقافة مبادرتها بإطلاق مسمى ذلك العام، التي نالت حظوة التأييد والدعم والموافقة من قيادتنا الرشيدة - حفظها الله -، وجدت أن الشعر لم يكن بعيداً في إرساء الولاء والامتنان للقيادة الرشيدة، والانتماء إلى الوطن والاعتزاز بتاريخه والتغني بأمجاده وإجلال رموزه والتضحية من أجل حماية أرضه وحفظ كرامته والعمل على رفعته وصون سمعته بين الأوطان.
لماذا هذا الخيال والمجاز ؟
رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي في منطقة نجران الأستاذ سعيد بن علي آل مرضمة عبر عن رأيه في هذا الاتجاه فقال:
«فخراً لمقامه الغالي، وقياماً بقدره العالي، ابتدر فطاحلة الشعر وسادة الشعور من أنحاء مملكتنا الحبيبة، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، بمناسبة ذكرى البيعة السادسة لتولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي ملأه قيمة وأقامه علواً.
وكان هذا الابتدار مباركة ومحبة لسموه، إذ كان حلماً تجلى إظهاراً، وأملاً تدلى إثماراً، ونجماً أكمل مداراً، فشع أنواراً، وكان نهاراً.
لماذا كان هذا الاحتفاء والاحتفال بالشعر وبالكلمة المؤثرة وبالخيال والمجاز؟
لأن سموه جعل التغيير تنويراً، والاختلاف ائتلافاً، والاجتماع انتفاعاً، لقد كان ومازال الأمير محمد - بحق - علامة فارقة يحدوها عزم للعلياء وحزم في القضاء، متوشحاً مجداً تليداً وعزاً وليداً.
بأوزان وقوافٍ نظمها شعراء لأمير غاص في الأعماق، وحلق في الآفاق، يوازن بين مقامه في قلوبنا عمقاً، وقدره في أعيننا أفقاً.
دمت الرتق والأفق والألق يا صاحب السمو».
الشعراء وولي العهد
ويخلد الشعر منزلة سمو ولي العهد، فهذا الشاعر جاسم الصحيح من الأحساء يقول في القصيدة الآتية:
وأضاءَ باسمِكَ يا محمدُ في المدَى
وطنٌ بناه الحب لا الأحجارُ
نحيا بها مقدار ما يحْيَا بنا
حيثُ المشاعر للديارِ ديار
متحالفونَ على المحبةِ مثلما
في عُرْفِها تتحالفُ الأوتارُ
كما أضافت شعراً الشاعرة هند المطيري من الرياض في هذه المناسبة بقولها:
هذا طويق إذا تحدَّث صادقاً
في مجلس التاريخ عن أجدادهِ
رجلٌ تفوَّق في حسابِ سنينه
ما كانَ أكبرهُ على ميلادهِ
هذا محمدُ ما نقولُ لوصفهِ
عبدالعزيز يعودُ في أحفادهِ
كما عَبَّر شعراً الشاعر عاصم الزهراني من الطائف بقوله:
يا ابن سلمانَ الكريمَ سجالهُ
سِرْ إننا ركبٌ وأنتَ الحادي
ارسِمْ لنا معنى البهاءِ بلوحَةٍ
درِّيَّةٍ قمريةِ الآمادِ
تعلو بنا نحو السماء لأنّها
موروثُ أحفادٍ منَ الأجدادِ
كما جادت قريحة الشاعر بندر العسيري من رجال ألمع في هذه المناسبة بقوله:
اختاركَ الملك الهُمام لمنصبٍ
وتباشرَ البلدُ العظيمُ برؤيتكْ
بِكَ يا محمد قد سَمَتْ أحلامنا
وتسامَقَتْ آمالُنَا لتعانقكْ
فوق السحاب رَسَمْتَ دربَ طموحنا
فتعلَّقَتْ هِمَمُ الشبابِ بكوكبِكْ
من جانبه، قال الشاعر عيادة العنزي من عرعر قصيدة، منها قولها:
مقالتُهُ سَرَتْ بين البرايا
وحكمته يُغلِّفُها الصواب
برؤيته أنارَ لنا دروباً
فزال الجهلُ وانقشع الضباب
أتاه السائلون فقال شعبي
عظيمٌ فوق قمَّتِه مهاب
كما قال الشاعر عادل عباس من جازان القصيدة الآتية في هذه المناسبة المُشَرِّفة:
وليُّ العهدِ يا فخراً لشعبٍ
أبيٌّ منذ أزمنةِ الجدودِ
منحْتَ بلادَنَا شرَفَاً عظيماً
وفُقْتَ الكلَّ بالرأيِ السديدِ
وكافَحْتَ الفسادَ وكنتَ نِدَّاً
منيعاً عند تأمينِ الحدودِ
وقال الشاعر مروان المزيني من المدينة المنورة في هذه المناسبة الغالية على الجميع قصيدة، منها:
يا وليَّ العهدِ يا رمزاً به
ترتقي في الأفقِ هاتيكَ العُلا
منذ أنْ عُيِّنْتَ جئِتَ بشارةً
جئت تحملُ رؤية نحو المَلا
يا ابن سلمانَ المليك وكفِّه
يا طموحاً أشعلَ المستقبلا
إلى أن قال:
هذه راياتنا قد رَفْرَفَتْ
في وفاءٍ صوتُها قد جلْجَلا
إنَّ في أعناقِنَا لك بيعةٌ
إنَّنَا شعبٌ غدَا مُتأصِّلا
كما قال الشاعر فلاح العتيبي من الباحة قصيدة، منها:
إنِّي تركتُ الشامتينَ ورائي
يا سارعي للمجدِ والعلياءِ
وأتيتُ أنشدُ سارِعي لمحمدٍ
وبها دعائي صَادِقاً وولائي
إلى أن قال:
وأنا بشعري قد أتيْتُ مُغَرِّداً
لمحمّدٍ والرايةِ الخضراءِ
حُبُّ القيادةِ والبلادِ عقيدةٌ
والحبُّ بالتصريحِ والإيحاءِ
وقالت الشاعرة منى السعيدي من الخرج:
لكَ اللهُ يا شهماً نسَجْتَ حكايةً
بلَغْتَ بها العلياءَ والعِزُّ وافرُ
ستبقَى على مرِّ العصورِ مُخَلَّدَاً
بكفِّكَ أمجادٌ عَلَتْهَا الذخائرُ
إلهي.. لكَ الدعواتُ تُتْلَى لقائدٍ
بهِ الحقُّ موفورُ العدالةِ ظاهرُ
وعبّر الشاعر عبدالله الدريهم من ثادق بقصيدة جزلة كعادته بقوله:
محمدُ يا ابن الصِّيد وابن الأكارمِ
ويا خيرَ مسؤولٍ لحَمْلِ العظائمِ
على إثر خمسٍ قد مضَتْ بتطوّرٍ
أتينا بشوقٍ فاقَ كلَّ العزائمِ
أتينا لنُهْدِيكَ المشاعرَ كلَّهَا
ونرجو لكَ التوفيق في كلِّ قادمِ
ونهديكَ من بوح القلوبِ قلائداً
بها تفخرُ الأقلامُ قبل البراجمِ
وقال الشاعر سالم بن زايد من نجران:
إنَّ البلادَ به تكون عظيمةٌ
تزهو بفيض علومها أحياءُ
نشأتْ بفضل محمد أفكارُنا
تحذو على أنواره نبهاءُ
بحضارةٍ فيها العلوم بلا مدَى
ولقد تفجَّر من نيوم ذكاءُ
ختاماً.. ندعو المولى - عز وجل - أن يحفظ وطننا في ظل مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومن حقنا أن نفتخر بولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ونحن نعيش الفرح المتواصل في كل مناسبة نشعر فيها بالانتماء للوطن الغالي.