خالد بن حمد المالك
كل وعد قطعه على نفسه نفذه، وكان عهده عظيماً وكبيراً ولافتاً في الإنجازات، ومنذ أن بويع ولياً للعهد كان سحابة ممطرة بالخيرات، وما عهدنا سموه إلا هكذا، عزم وتصميم وإرادة لا تلين، ورث من جده الملك عبدالعزيز بعض صفاته، وأكمل شخصيته الفذة باكتساب صفات أخرى من والده الملك سلمان، فحرك المياه الراكدة في المملكة، وأخرج مكنونها الجميل المختفي، وزرع فيها القوة والحيوية والحراك، وسما بها نحو المعالي، أو إلى فوق هام السحب، كما يقول الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن.
* *
محمد بن سلمان اكتسب صفات الزعامة وكاريزما القيادة، من أبوة الملك سلمان وتربيته، ومن الثقة المطلقة التي منحها لسموه، ومن دعمه غير المحدود منذ أن كان صغيراً في عمره، لتكتمل شخصيته ذات الحضور الباهي مع ريعان الشباب، فكان أن رأيناه مقداماً وشجاعاً، عادلاً ومنصفاً، مع كلمة الحق، وضد الظلم والجور، يحسن التعامل مع كل القضايا، برؤيته الطامحة للمجد وللمكانة العالية لبلاده.
* *
هذا هو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان، من فجر في مواطنيه الحيوية المتجددة للعمل والتفاني والجهد غير العادي لبناء المملكة على نحو ما نراه الآن من تجديد وابتكار وإقدام، وإلى حيث يجب أن تكون عليه المملكة، معتمداً على قدرات غير عادية يتمتع بها في السياسة والاقتصاد، مستخدماً إياها في هذا التطور المذهل الذي تشهده المملكة في فترة زمنية قصيرة.
* *
نحتفل اليوم بالذكرى السادسة على مبايعته ولياً للعهد في مملكتنا الغالية، ونتذكر ما قاله سموه من أنه لا يريد أن تضيع السنوات بلا عمل، ودون إنجاز، ومن غير تغيير حقيقي في التعليم والصحة والإسكان والتعمير والترفيه والسياحة والثقافة والرياضة والعلاقات الدولية، وإزالة كل ما كان معوقاً للتنمية من قوانين وأنظمة وحالات كانت بسببها مستعصية على الحل في شأن حقوق المواطنين، وحقوق المرأة تحديداً.
* *
نحتفل اليوم والإنجازات تتوالى، من إعمار الدرعية، إلى حديقة الملك سلمان، ومن القدية إلى طريق الأمير محمد بن سلمان، ومن (الداون تاون) الجديدة إلى أطول برج في العالم، ومن مطار الملك سلمان إلى طيران الرياض، هذا في الرياض العاصمة، أما خارجها فهناك جزر البحر الأحمر، وجدة التاريخية، والعلا، ونيوم، وذا لاين، والسودة، وما زالت المشاريع تتوالى في جميع مناطق المملكة دون تحديد.
* *
يصاحب كل هذا انفتاح المملكة على دول العالم بالعلاقات الدولية والشراكات المتميزة، وعدم قصر هذه العلاقات الأكثر تميزاً بدولة واحدة، يقابله انفتاح في الداخل، حيث الترفيه، والحفلات الغنائية، وانتشار المطاعم والمقاهي، وتسهيل الدخول إلى المملكة، وإعطاء مساحة أكبر في حرية التنقل، والاستمتاع بالضيافة السعودية دون قيود.
* *
دلوني على دولة بهذه الصورة، تتزين بتخضير مدنها بالأشجار والزراعة رغم جفاف الطبيعة وندرة المياه، ومع ذلك فها هي تمر بمرحلة أنسنة مدنها في أشكال جمالية في عمرانها وشوارعها وميادينها دون أن تغفل حق سكانها بأن يعيشوا سعداء في مدنهم، وأن يجد من يزورها كل هذا الجمال في مبانيها، وأسواقها ومطاعمها ومجالات الترفيه فيها، إنها المملكة في عهد الملك سلمان، ومع صاحب الرؤية 2030 محمد بن سلمان.
* *
لهذا فإن الاحتفال بذكرى مبايعة ولي العهد يعني فيما يعنيه استحضار هذه الإنجازات، والشعور بالسعادة كلما كان الحديث عنها، والاستفادة من الدروس والتجارب التي مرت بها المملكة خلال هذه الفترة القصيرة، مع الإلمام جيداً بالكيفية والأسباب التي وضعت المملكة كإحدى دول العشرين على مستوى العالم اقتصادياً بهذا المستوى الذي يحاكي المستقبل بانتشاء.
* *
نبارك للشعب بهدية الملك سلمان، إذ اختار هذا الأمير الشاب ليكون يده اليمنى في كل ما تحقق داخلياً وخارجياً، مع التطلع لما هو أعظم وأكبر في مسيرة وطننا الغالي، ما بقيت لدينا هذه الروح، وهذا التصميم، وهذه القيادة الرشيدة التي هاجسها أن تضعنا وتضع بلادنا في المكانة التي تستحقها.