تصادف هذا اليوم ذكرى عزيزة وغالية، وهي مرور ستة أعوام على مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد. ونحن نعيش ذكرى هذه المناسبة الغالية يشرفنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله ورعاهما - بمناسبة هذه الذكرى المباركة.
وتأتي ذكرى هذه المناسبة الغالية والمملكة تنعم بفضل الله بمزيد من الرخاء والاستقرار والنمو متجاوزة كل الصعاب التي هيمنت على العالم بأسره، وأثرت على نسب النمو في معظم البلدان النامية والمتقدمة، بل وحتى على مستوى دول مجموعة العشرين. حيث حقق الاقتصاد السعودي خلال عام 2022 نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بلغ 8.7 بالمئة، وهو أعلى معدلات النمو بين دول مجموعة العشرين. فيما قفز الناتج المحلي الإجمالي متجاوزاً مستهدفاته المرسومة لعام 2025 إلى أكثر من تريليون دولار وذلك في عام 2022، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها الناتج المحلي الإجمالي في المملكة هذه القيمة الإجمالية مدعوماً بتنوع الأنشطة التي أسهمت في تحقيقه.
وتتزامن هذه الذكرى المباركة مع استمرار المزيد من النجاحات والمبادرات والبرامج الوطنية التي انعكست في العديد من المشاريع الكبرى، ولاسيما في قطاع الاستثمار والسياحة وجعل المملكة قاعدة جذب استثماري يطمح رجال الأعمال والشركات والرساميل الأجنبية للحصول على جزء من الفرص الواعدة في المكان الأكثر جاذبية على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، مدعوماً بحزمة من التشريعات والشفافية وحوكمة مجتمع الأعمال بما يضمن مصالح الجميع في بيئة عادلة وتنافسية تتمتع بأقصى حدود الحرية والانفتاح.
وجاءت ثمار ذلك عاجلاً من خلال الإنجاز الجديد ضمن مؤشر تطوير السفر والسياحة الصادر عن منتدى الاقتصاد العالمي حيث قفزت المملكة عالمياً إلى المركز 33 متقدمة 10 مراكز دفعة واحدة مقارنة بالعام 2019.
ولكثرة الإنجازات المتتابعة وتنوعها في شتى الميادين فإنه بالفعل يصعب حصرها، وما يكاد يمر شهر إلا وتحقق المملكة فيه إنجازاً جديداً يرفع تصنيفها في مقدمة الدول الكبرى. ولعل الإشارة في هذا الصدد تغني عن المزيد من التفاصيل؛ فقد قفزت المملكة 15 مرتبة في مؤشر الابتكار العالمي الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية ودخلت قائمة (توب تن) بعد أن حققت مراكز مُتقدمة في عدد من المؤشرات الفرعية، وحلت ضمن قائمة الدول العشر عالمياً في أربعة مؤشرات، من ضمنها مؤشر استثمار رأس المال الجريء في شركات التقنية الناشئة، الذي حلت فيه المملكة في المرتبة السابعة عالمياً متقدمة 73 مركزاً، ومؤشر إتاحة الوصول إلى البنى التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات، ومؤشر البيئة التنظيمية لممارسة الأعمال، ومؤشر استخدام البنى التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات.
إن الأعوام القليلة الماضية المليئة بالإصلاح والتجديد شهدت نقلة نوعية غير مسبوقة ونهجاً لا يحده سقف من طموح ولا يعترف بالمستحيل، فهي مسيرة حافلة بإنجازات عملاقة تفوق معيار الزمن وتكسر كافة وحدات القياس على كافة الأصعدة؛ حتى غدت الرؤية تنافس ذاتها وتختصر المستهدفات الزمنية أعواماً قبل موعدها المرسوم، فما تم إنجازه بستة أعوام يفوق التصور والتخطيط وإمكانات التنفيذ بعقود من الزمن. ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نفخر ونثمن تلك الجهود المباركة سائلين رب العزة والجلال أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأن يمدهما بعونه وتوفيقه، وأن يسددهما على طرق الخير والإصلاح والنماء، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.
** **
- خالد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم