في هذه الأيام المباركة يحتفل الشعب السعودي بمناسبة الذكرى السادسة لمبايعة سمو ولي العهد في السادس والعشرين من شهر رمضان الفضيل.
خلال تلك السنوات القليلة نقل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، رمز وعنوان العطاء والتنمية والبناء، البلاد، بتوجيه خادم الحرمين الشريفين، نقلة نوعية، للانطلاق نحو مستقبل آمن وأفضل بإذن الله، فأعاد للمملكة حيويتها وقوتها وتأثيرها.
قوي أمين على مقدرات الوطن، لا يعرف المستحيل، ولا يساوم على بلاده. يقف أمام كل من تسول له نفسه المساس بتاريخها وحاضرها. يكفيه حب أفراد شعبه وولاؤهم، يحملون له في قلوبهم محبة لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه.
وصاحب أبلغ وأقوى تعبير محفز ممكن أن يسمعه المرء في حياته، ترجم فيه عزيمة الشباب السعودي الجادة وإرادته الحديدية، وهو قوله: «لدى السعوديين همة كجبل طويق.. همة السعوديين لن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض.. أنا أعيش بين شعب جبار وعظيم، فقط يضعون الهدف ويحققونه بكل سهولة، لا أعتقد بأنه يوجد أي تحديات أمام الشعب السعودي العظيم».
أطلق رؤية المملكة 2030 بمشاريعها الضخمة، «أمالا، ونيوم، وذا لاين، والبحر الأحمر، ووسط جدة، والقدية» وغيرها لتنويع مصادر الدخل الوطني، وسعى لبناء اقتصاد المعرفة المزدهر والمستدام واحتضان الذكاء الاصطناعي، كما أطلق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار لتعزيز الاقتصاد السعودي ليكون ضمن أكبر 15 اقتصاداً في العالم. وقد آتت الرؤية أُكُلَها في سنواتها الأولى، فأصبحت السعودية واحدة من أسرع الدول نموًّا، وأضحى صندوق الاستثمارات خامس أكبر صندوق سيادي في العالم بأصول 650 مليار دولار، وشهدت ميزانية الدولة فائضاً العام الماضي (2022) بنحو 90 مليار ريال (24 مليار دولار). بعد أن تصدت المملكة لجائحة كورونا وحدت من آثارهما الاقتصادية والاجتماعية، ودعمت الدول الشقيقة والمنظمات الدولية في جهودها لمواجهة الأزمات والتحديات الطارئة.
وانطلاقاً من محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأولوياته في توفير السكن الملائم للمواطنين وأسباب الحياة الكريمة، ولكون القطاع العقاري من أهم ركائز الاقتصاد في المملكة، وثاني أكبر قطاع مساهمة في الناتج المحلي، لأنه يرتبط بنمو أكثر من 120 قطاعًا اقتصاديًا، فقد أولاه الأمير محمد بن سلمان اهتماماً كبيراً، فحقق نشاط التشييد والبناء ارتفاعًا كبيرًا، فيما سجّل قطاع الأنشطة العقارية نموًّا بنحو 60 %.
دعم ولي العهد المشمولين بالضمان في برامج الإسكان، ووجه بمضاعفة مشروعات الإسكان شمال الرياض للضعفين بتخصيص 20 مليون متر مربع لبناء 53 ألف وحدة سكنية جديدة، كما وجه بإنشاء شركة «روشن» التابعة لصندوق الاستثمار السعودي من أجل إنشاء مليون وحدة سكنية بتكلفة معقولة والارتقاء بمستوى التطوير العقاري، وكذلك مدينة الأمير محمد بن سلمان، أول مدينة غير ربحية في العالم في حي عرقة بمحاذاة وادي حنيفة؛ مما يصب في زيادة المعروض ويخفض أسعار العقار ويسد حاجة الأسر السعودية المستأجرة للسكن، والتي حال بينها وبين التملك ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا مهبط الوحي وقبلة المسلمين، وأن يحفظ قيادتنا الرشيدة والشعب السعودي الأصيل.
** **
إبراهيم بن محمد المهيلب - رجل أعمال