تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم وفي أواخر أيام الشهر الفضيل بذكرى مبايعة مخطط الرؤية ومهندس النهضة السعودية الحديثة سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، حيث تشهد المملكة اليوم تحولاً مفصلياً في تاريخها وفي كل مجالاتها. وقد انبثقت رؤية وطن طموح تتسم بوضوح الرسالة وشمولية الأهداف ومرونة التطبيق، فكان رائد التحولات الاجتماعية والتاريخية وصانع الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
وتحل علينا ذكرى البيعة السادسة لسمو سيدي ومشوار التنمية مستمر، وتمكين القدرات البشرية الوطنية في قمة عطائها، عمل بلا كلل، وطموح يعانق السماء وهمة لا يعاليها همة. وتأتي هذه الذكرى المباركة ووطننا يفخر بأبنائه وبناته ومنجزاتهم وهم يسطّرون في ميادين الحياة أروع الدروس في حبهم لوطنهم ومليكهم وولي عهده الأمين، جيوش تحرس حدود البلاد وتذود عنه، وطواقم طبية تعالج وترشد، ورجال أمن يحرسون وينظمون ويتابعون، ومعلمون يدرسون ويدربون، وجامعات ومؤسسات تعليمية لا يقف عطاؤها، وكل وزارة وهيئة وإدارة تعمل وتسعى بكل جهد وإخلاص لتقدم وتطور وطنهم الغالي وتحقيق رؤية قادته.
ذكرى البيعة مناسبة وطنية نعتز ونفخر من خلالها بهذا القائد العظيم، حيث قيض الله سبحانه وتعالى لهذه البلاد المباركة ابناً باراً من أبنائها يسّر الله على يديه الرخاء والعزة والنماء فاستطاع بحكمته أن يرسخ قواعد البناء كما استطاع بحنكته أن يجعل للمملكة مكانة مرموقة وفي مصاف دول العالم المتقدمة، حتى أصبح بين أكثر الشخصيات تأثيراً على مستوى العالم.
رغم كثرة التحديات التي شهدتها المملكة في الفترة السابقة إلا أن سمو ولي العهد تميز بحكمته ونظرته البعيدة ليعالج الحاضر وعينه على المستقبل في كافة المجالات، كما أثمرت في أن تعيش بلادنا هذه الأيام أوج نموها وازدهارها، وتنعم بالأمن والاستقرار رغم التحديات التي تعصف بكثير من دول العالم، وحققت المملكة على يديه أيده الله خلال الفترة الماضية من خطوات حثيثة نحو التنمية والتطوير في كافة الأصعدة، والمُنجزات خير من يشهد بذلك، فالتغيَّر جلي وواضح، وانعكس على تقدم بلادنا الغالية في المجالات كافة سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي من خلال تعزيز السياسة الخارجية للمملكة ومشاركات المملكة في أبرز المناشط الدولية واستضافت أهم الفعاليات العالمية، وكذلك تنويع دخل الدولة وأيضاً مضاعفة حجم الاقتصاد عن طريق العمل على برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، علاوة على استمرارية العمل والتقدم في المشاريع الحيوية والضخمة التي تشهدها المملكة حالياً.
إن ذكرى البيعة تدعونا للفخر بقيادتنا الرشيدة والاعتزاز بوطننا الغالي، وتجسيداً لمشاعر الوفاء، وصدق الانتماء لهذه الأرض المباركة أرض الحرمين الشريفين، وإخلاص العمل من أجل تقدم ورفعة بلادنا بين الأمم, فالمملكة اليوم تؤكد للعالم أجمع أنها لم ولن تتخلى عن دورها القيادي في توجيه المنطقة نحو الأمن والسلام والاستقرار فتمكنت من الإسهام في معالجة الكثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونحن ولله الحمد ننعم تحت ظلّ قيادة رشيدة حكيمة تسعى لتعزيز مسيرة الرقي والنماء والعطاء لجميع افراد الشعب الوفي، داعين المولى عز وجل أن يمتع سموه بالصحة والعافية وأن يمده بعونه وتوفيقه، وأن يحفظه، كما نسأل الله عز وجل أن يحفظ هذا الوطن الغالي ويديم عليه نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء.
** **
السفير/ هشام بن سلطان القحطاني - سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الفلبين