م. بدر بن ناصر الحمدان
الراصد للأحداث التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط اليوم تبرهن بشكل قاطع على الدور الرئيس والاستثنائي الذي تقوده العاصمة السعودية وفق أهداف السياسة الخارجية للمملكة التي دائماً ما تؤكد على المساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار إقليمياً وعالمياً، وهو دليل عملي على ما أكده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 24 أكتوبر 2018م بأن «الشرق الأوسط سيكون في مقدمة مصاف دول العالم».
حدد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) معايير الإنتاجية، والبنية التحتية، ونوعية الحياة، والإنصاف والإدماج، والاستدامة البيئية، والحكم والتشريع من أجل ما يسمى بمفهوم «الازدهار العمراني» للمدن الكبرى، التي تسعى إلى تعزيز النهج الابتكارية للحكم والإدارة الحضرية لمساعدة قادتها في توجيه مدنهم نحو مستقبل حضري، واقتصادي، واجتماعي، وسياسي، وبيئي متقدم.
يمكن القول إن تنافسية الإدارة الحضرية للمدن لم تعد تقتصر على التنمية المكانية والقطاعية داخل النطاق الوطني فحسب بل تحوّلت إلى قياس التأثير في دائرة السياسة الخارجية الإقليمية والدولية، كما هي العاصمة السعودية الرياض التي قدمت نفسها مؤخراً كإحدى أهم المدن المهيمنة على صناعة القرار وباتت مصدر قوة وتحكم باتجاه بوصلة المنظومة الدولية، ولم يأت ذلك من فراغ أو من مناورات مؤقتة بل من مرتكزات قوى ونفوذ على المستوى السياسي والاقتصادي والتنموي والثقافي.
يحترمك العالم، عندما تمتلك قوّة الشخصية، وقوّة القرار، وقوّة المعرفة.