سهم بن ضاوي الدعجاني
إن مبادرات «وقف الشفاء» بمنطقة المدينة المنورة تُعد مبادرات نوعية ومبتكرة يسهم في تمويلها القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي، وهي إضافة نوعية وفريدة للخدمات الصحية المقدمة للمستفيدين في المنطقة، وتسهم في دعم توجهّات برنامج التحوّل الصحي الرامية إلى تحقيق التنمية الصحية المستدامة وضمان توفّر كافة الاحتياجات الصحية الأساسية للمواطنين والمقيمين والزوّار بجودة وكفاءة عالية من خلال بطاقة تأمينية تعمل على تغطية تكاليف الاحتياجات الصحية الأساسية لغير المشمولين بالرعاية الصحية المجانية في المستشفيات، في هذه البقعة الطاهرة طيبة الطيبة خاصة وأن الأمير الإنسان فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس نظارة وقف الشفاء، يدعم «صندوق الشفاء الصحي الوقفي»، والذي يعمل بطريقة مبتكرة لتحفيز المشاركة المجتمعية وتفعيل المسؤولية الاجتماعية لدى شركات القطاع الخاص في دعم برامج الاستثمار التنموي غير الربحي والإسهام الفعّال ضمن برامج التكافل الاجتماعي للمشاركة في دعم المرضى المحتاجين، من خلال تنمية واستثمار أصول الوقف، لتحقيق استدامة مالية لمنتجاته الوقفية.
و«قف الشفاء» يأتي ضمن المبادرات التي تدعم توجه المملكة في تقديم الرعاية والعناية الإنسانية للمستفيدين داخل وخارج مستشفيات المنطقة.
وهنا يحضر «المشهد الوقفي» في المملكة، ليسهم «وقف الشفاء» بإعادة تطوير وتحسين «الكيانات الوقفية» على مستوى المملكة من خلال إعادة تشكيل ثقافة العمل الخيري ليتناغم مع رؤية المملكة 2030 لنصل إلى فرصة تأريخية وهي إعادة تشكيل «معمار الإحسان» في ثقافة المتبرعين والمتطوعين ليقفز العمل الخيري المؤسسي إلى آفاق جديدة ومبتكرة تلبي مستهدفات الرؤية بشكل إبداعي يحقق أرقاماً كبيرة تدعم الرعاية والعناية الإنسانية من خلال «وقف الشفاء» في منطقة المدينة المنورة والذي أتوقع أن يقود قطاع الاستثمار التنموي غير الربحي وقطاع التكافل الاجتماعي لتأسيس مرحلة جديدة للعمل الوقفي الاحترافي ولرسم خارطة طريق لجميع الكيانات الوقفية في بلادنا الغالية.
السؤال الحلم
هذه الأفكار الحيوية والمشاريع التجديدية في «المشهد الوقفي» في المدينة المنورة، متى ما تحولت إلى «ثقافة إدارية» في عقل وثقافة كل من يدير تلك المشاريع الوقفية ويشرف عليها في مختلف مناطق المملكة، اتسعت - في اعتقادي - دائرة التغيير الجذري في «معمار» الإحسان» في ثقافة المتبرعين والمحسنين للخروج من ضيق «التقليدية» إلى «فضاء» الإبداع الوقفي الذي تقوده طيبة الطيبة.