سليمان الجعيلان
صحيح أن الهلال واجه الكثير من الممارسات القاسية والقرارات التعسفية ولكن هذا لا يعني أن يصل بعض لاعبي الهلال إلى هذه الروح الإنهزامية وعدم الإحساس بالمسؤولية في المباريات الأخيرة, وصحيح أن الهلال واجه تحديات صعبة ووجد عقبات متعمدة ولكن هذا لا يعني أن استمرار هذه المستويات المتواضعة وهذه النتائج السيئة التي أبعدت الهلال عن المنافسة على صدارة الدوري بل وعن المراكز المتقدمة, وصحيح أن الهلال تضرر كثيراً من اللجان القضائية والأخطاء التحكيمية ولكن هذا لا يعني مواصلة هذه الانتكاسة الفنية وهذه الخسائر المحبطة. وصحيح أن الهلال عانى كثيراً من تداخل المسابقات وضغط المباريات ولكن هذا لا يعني أن يتنازل الهلال عن ثقافته وقيمه وأن يرمي المنديل مبكراً ويستسلم مدربه ولاعبوه لعدم القدرة على المنافسة على الصدارة أو الوصافة لضمان المشاركة في البطولة الآسيوية النسخة القادمة.
وأخيراً صحيح أن الهلال تلقى ضربات موجعة من الإصابات القوية والغيابات الطويلة ولكن هذا لا يعني تدمير فريق الهلال فنياً ومعنوياً بحجة التدوير.. وهذه الجزئية وهذه النقطة وأعني جزئية التدوير والتي فشل في التعامل معها وفي إداراتها مدرب الهلال السيد رامون دياز فشلاً ذريعاً يتحملها بالدرجة الأولى السيد دياز فقد أخفق في المحافظة على قدرات فريقه الفنية ومكتسبات لاعبيه المعنوية وأقصد هنا بأنه أي السيد دياز لم يريح لاعبيه الأساسيين بشكل تام ولم يمنح الثقة المطلقة للاعبي الاحتياط بانتظام وأعتقد اختياراته وتدخلاته في مباراتي الهلال أمام الطائي والباطن توضح الفكرة بالضبط وتشرح كيف أصبح السيد دياز يتخبط بين التدوير تارة وبين التدمير تارة أخرى..
وعلى كل حال وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي واجهت الهلال قد يتقبل بعض الهلاليين أن يخسر فريق الهلال بعض المباريات ويخفق في بعض المسابقات ولكن الخطورة وكل الخطورة أن يعتاد الهلال خسارة هيبته ومهابته داخل الميدان كما أصبحت داخل أروقة اللجان ولذلك على مدرب ولاعبي الهلال أن يدركوا بأن الهلال عصي على الاستسلام والانكسار مهما كبرت التحديات وتعددت العقبات وأن يتداركوا ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان بداية من مباراة الهلال أمام النصر بعد غدٍ الثلاثاء والتي لا تعني مجرد انتزاع ثلاث نقاط من النصر بقدر ما هو انتصار لكبرياء الهلال الذي يرفض التساهل والتنازل عن المنافسة سواءً على الصدارة أو الوصافة في دوري روشن بهذه السهولة ويفرض على مدرب ولاعبي الهلال بذل المزيد من الجهد والاجتهاد وتقديم الكثير من التضحيات في المواصلة إلى النهاية حتى يضمن الهلال المشاركة في النسخة القادمة من دوري أبطال آسيا خاصة وأن رهان كرة القدم السعودية في البطولة الآسيوية هو على الهلال وليس غير الهلال والأيام كفيلة بكشف الحقيقة وأول من سوف يكتشفها ويتحسف ويتحسر عليها من وضعوا العراقيل أمام الهلال.