«الجزيرة» - عمار العمار:
عدالة المنافسة ومبدأ تكافؤ الفرص هي القيم التي تستند عليها المنافسات الرياضية، فمن المنطق والعقل أن تتساوى الفرص في جدول الدوري وهي التي لم نشاهدها في جدولة مباريات الهلال المؤجلة أو المقدمة في الأيام الماضية والتي تسارعت بشكل كبير فلعب حتى الآن 5 مباريات خلال 14 يوماً بمعدل مباراة كل ثلاثة أيام وبالضبط كل 67.2 ساعة مباراة وهو ما يخالف نظام الفيفا عندما وافق على سلسلة المبادئ الاستراتيجية المتعلقة بحماية رفاهية اللاعبين بوجود راحة لا تقل عن 72 ساعة بين المباريات وهو الأمر الذي لم يطبق في حالة مباريات الهلال مما أفقده المنافسة على الدوري وربما تتسبب في فقدان بطولة كأس الملك وكذلك هي قد تسلم الهلال لقمة سائغة لفريق أوراوا الياباني في نهائي دوري أبطال آسيا بإصابات وإجهاد وضغط كبير؟
من مبدأ عدالة المنافسة أن تكون جدولة الفرق المنافسة عادلة فتلعب الفرق في أيام متقاربة لا أن يتم ضغط مباريات فريق على حساب فرق أخرى فيلعب 5 مباريات متتالية في وقت قصير جداً فيما منافسوه لعبوا فقط مباراتين في هذه الفترة وحتى هذا اليوم، وسيخلد كل منهم لراحة كبيرة. الهلال منذ انطلاقة شهر رمضان الموافق لشهر إبريل لعب خلال 14 يوماً 5 مباريات فلعب مع الخليج بتاريخ 1/4 والفيحاء 4/4 والشباب 4/7 والطائي 4/10 والباطن 4/14 خسر معها 8 نقاط ولم يربح سوى 7 نقاط، وسيلعب مباراته السادسة أمام النصر يوم الثلاثاء القادم بتاريخ 4/18 ولن يخلد للراحة سوى ثلاثة أيام فقط قبلها، فيما المتصدر الاتحاد لم يلعب سوى مباراتين فقط أمام ضمك بتاريخ 4/4 والوحدة 4/9 وسيغيب حتى يوم 4/23 سيلعب خلالها أمام الهلال في كأس الملك وقد أخذ راحة لمدة 14 يوماً، ونجد النصر الوصيف لعب مباراتين كذلك بتاريخ 4/4 أمام العدالة و4/9 أمام الفيحاء وسيلاقي الهلال يوم الثلاثاء 4/18 وهو مرتاح 8 أيام، كما لعب صاحب المركز الثالث الشباب مباراتين أمام الهلال 4/7 وأمام الخليج 4/11 وسيقابل بتاريخ 4/16 أمام القوة الجوية العراقي في كأس الملك سلمان للبطولة العربية ولن يلعب بعدها سوى بعد 10 أيام أمام الاتحاد دورياً.
المحصلة النهائية تثبت أن المعادلة غير عادلة على الإطلاق، ففريق ينافس على الدوام ويشرف الوطن خارجياً يتم ضغطه بشكل مؤسف أفقده الدوري بنسبة كبيرة جداً لأنه أُجبر على التنازل عن الدوري مرغماً عندما لعب بعناصر بديلة وصف ثانٍ في مباراتي الطائي والباطن خسر معها 5 نقاط كما خسر أمام الشباب قبلها بأخطاء تحكيمية شنيعة وربما يفقد الكأس بعدها لأنه سيلعب مع خصم قوي جداً كالاتحاد في لقاء يسبق نهائي دوري أبطال آسيا.
اتحادنا الموقر ولجنة المسابقات الموقرة ما حدث أمر مؤسف ولا ينم عن عمل ممنهج ولا يوحي بأن ممثلي الوطن ليس لهم حافز لتمثيل الوطن خير تمثيل بل ما حصل يوحي بأن الكفة تتساوى بين من يمثل الوطن ويحارب من أجل رفعة اسم الوطن وبين من ينافس محلياً ولا يشارك خارجياً.
السؤال الأهم من هو المستفيد من هذه الجدولة؟