يُعَد الفول من أشهر الأكلات الشعبية على مستوى العالم العربي، وللفول أصول في إعداده وطبخه في شتى دول العالم العربية ولكل شعب له طرق وأساليب عديدة في طهيه، أما في السعودية فعرف بها وانتشر تحديدًا في منطقة الحجاز.
ومع الأيام أصبح للفول الحجازي مذاقه الخاص وطريقة طبخه وتقديمه المميزة والمشهورة حيث كانت بعض الأسر في مكة المكرمة تتفنن بإعداد هذه الوجبة في مطبخ منزلها.
وعندما غدا الوجبة الشعبية الأولى التي لا يعلى عليها في إفطار أو عشاء، أصبح له تجار وفوّالون ضربت شهرتهم الآفاق، عرفوا بأهل الصنعة والمهنة يتوارثونها أبًا عن جد إلى حفيد، وأصبحت لهم بدايات وحكايات عن هذه الوجبة.
وكانوا يقولون قديمًا إنه مسمار المعدة بمعنى أن لا تحتاج أن تأكل شيء بعده ولمدة طويلة لذا عرفت أيضًا بوجبة الفقراء لرخص ثمنها وطعام للأغنياء. حيث كان قديمًا بعض من أصحاب هذه المهنة يقومون بإعطاء بعض من الأسر المستورين الحال هذه الوجبة دون مقابل.
ونحن في رمضان نجد أن الفول يُعد من أصول مائدة الإفطار ودعائمها ولا تخلو أي مائدة منه.
ويلاحظ الجميع وجود طوابير طويلة أمام هذه المحلات كل عام قبل موعد الإفطار لشراء الطبق الشعبي المشهور المزين بالطماطم وزيت الزيتون، وربما يذهب البعض خارج نطاق حيه أو سكنه لارتياد الأسماء المعروفة بإعداد الفول الجيد ذي النكهة الخاصة والشراء منها، رغم ابتعاده عشرات الكيلومترات، حرصًا منه على أن يميز مائدته بطبق الفول ذي السمن البلدي.
رغم هذا وذاك، إلا أنه أصبح سعر هذا الطبق الشعبي مضاعفًا وأكثر، ولم يعد طعام الفقراء. بل سيُعد كما كان طعام الأغنياء، كما يقول المثل الشعبي هو «لحمة الفقراء وفاكهة الأغنياء».
فهل من تدخل للجهات المعنية للحد من جشع الفوالين، والذين ظهروا في الآونة الأخيرة للتجارة والربح. فنحن في رمضان، دعوا هذا الطبق الشعبي على موائد الكل، فلا حاجة للتميز.