د.عبدالعزيز بن سعود العمر
السؤال الذي نود أن نتأمل في إجابته هو: هل لغياب الطلاب أثر سلبي على اقتصاديات التعليم؟ يبدو أن هناك اتفاقاً - حتى بين مسؤولي التعليم أنفسهم- على أن طلابنا اعتادوا الغياب بشكل ملاحظ عن مدارسهم في الأسبوع الذي يسبق العطل الرسمية، والخسارة المترتبة على هذا الغياب ليست ماديه فقط (وهي موضوعنا هنا) - بل أيضاً خسارة معرفيه علمية للطلاب.
غياب الطلاب الملاحظ يترتب عليه فقدان حصص كان يفترض أن يقدمها المعلمون، وإذا ما علمنا أن الحصة الواحدة لمعلم واحد تكلِّف وزارة التعليم في حدود 500 ريال (أرجو أن هذا الرقم قريب من الواقع)، فلك أن تتخيَّل الخسارة عندما نتحدث عن مليون معلم توقفوا عن تقديم حصصهم بسبب غياب طلابهم. إن مما يثير قلق كل المهتمين بالشأن الوطني والتعليمي هو أن غياب الطلاب عن مدارسهم في الأيام التي تسبق الإجازات الرسمية ليس أمراً طارئاً هذه الأيام، بل هو أمر ملازم لنا منذ فترة، نحن اليوم في أمس الحاجة إلى قيام المختصين التربويين والباحثين والمفكرين الاجتماعيين بتشخيص هذه الحالة والبحث في أسبابها واقتراح حلول لها، وخصوصاً أن استمرار هذه الحالة يظل مكلفاً اقتصادياً.
في الغرب عندما يضطر الطلاب للغياب يوماً (بسبب المناخ مثلاً) يعمل مسؤولو التعليم على تعويض هذا اليوم المفقود في يوم لاحق، ويتم إشعار الطلاب والمعلمين بذلك.