ناهد الأغا
وأنامل غارت على الغرز والقماش بالإبداع، واختيارات ساقت العالم نحو الالتفات لتميزها بالرقي ومواكبة الحضارات، ذوقٌ يجعلها مذكورةً في المقدمات، ومثالٌ لكلِّ المصممين واعترافهم على أنَّها تتربع على عرش الأوائل في الموضة والأزياء.
عبقريةٌ ومثقفةٌ في الانتقاء، عصريةٌ ومميزة في الإطلالة والجمال، تعتبر أيقونة لها طابع خاص ودائم الوجود في كلَّ عناوين المجلات.
المرأة السعودية التي أصبحت من أوائل النساء في العالم على أنها رمز من رموز الأناقة، كما برزت كامرأة من طرازٍ أصيل يحاكي العصور منذ قدمها إلى الآن.
لقد بدأت المرأة السعودية بالزي الشعبي منذ القدم الذي يعتبر لغة تحاكي التراث السعودي المتجذر في قلوبنا، ويرتدونه إلى الآن في مناسبات ومهرجانات تشير إلى توارثهم الزي التقليدي حسب المنطقة، حتى في الأزياء الحديثة يدخل الزي الشعبي معه في أسلوب راقٍ ومعاصر لهذا الوقت ونشير إلى عدة أنواع من الأزياء الشعبية التي كانت ترتديها المرأة السعودية للاستخدام اليومي، منها:
الدراعة : وهي ثوب تقليدي للنساء في المناطق الشمالية والوسطى في المملكة، ومكون من عزي فضفاض ينزل إلى الكعبين وأكمامه عادةً طويلة، وتحتوي على 4 قطع تتم خياطتها مع بعضها، وهي الأكمام والبدن والتخراصة والبنيقة، والقماش المستخدم فيها هو الحرير، وتتميز دراعات المناسبات بزخارف فخمة وراقية، أمَّا الدراعات التي تلبسها المرأة كل يوم فقماشها يتكون من الكتان والقطن ومزخرفة بالورد وأوراق الشجر.
- السحابي: رداء فضفاض يلبسونه فوق الدراعة.
- الزبون: وهو عبارة عن ملابس خارجية يتميز بياقة عالية وكم قصير.
والكثير من الأزياء التراثية التي لاتزال تدخل في تصاميم عصرية للحفاظ عليها.
كما توجهت أنظار العالم كله إلى إنجازات المرأة السعودية لتقضي على نظرة العالم لها بأنها مسلوبة حيث أثبتت للجميع بأنها تمتلك حرية مطلقة في اختياراتها وأعمالها ومن بين هذه الأعمال التصميم، حيث ظهرت تصاميمها في أهم عروض الأزياء العالمية، ومن المصممات السعوديات اللواتي وصلن للعالمية، نذكر:
أروى البناوي : التي أمضت وقتاً كبيراً من حياتها في سويسرا ومن المرجح أن هذا سببٌ في توجهها لعالم الموضة والأزياء، حيث أنشأت مدونة خاصة بها، وتلقت تدريبات بكلية لندن للأزياء، قبل إطلاق مجموعتها الأولى.
عليا الصواف:
هي صاحبة العلامة التجارية Swaf، فهي درست التصميم في باريس، وتحولت علامتها إلى هدف لكثير من المهووسين في الموضة، لأنها سعت إلى إرضاء كل الأذواق، فهي تجمع بين الموضة المحلية والعالمية.
مشاعل الراجحي :
تعتبر من الرائدات في مجال التصميم وهي حائزة على دبلوم في التصميم، وأسست شركة تحمل اسمها وتحول إلى علامة فاخرة.
وعلينا أن نذكر بعض الأسماء الصاعدة من المصممات نورا الدامر، وهيفاء الفهد وسديم الشهيلي وغيرهن من الأسماء الكثيرة التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي نفخر بها وساماً للموضة وهي المصممة السعودية الزارعة للانبهار كما أن تطور مراحل الأزياء في المملكة يدل على الفترات المختلفة التي مرت بها المرأة السعودية من عادات ونمط الحياة الذي يختلف باختلاف الزمن.
أما الآن مع تطور أزياء المرأة السعودية، يدخل الزي الشعبي على أساس عروق تزيين للأثواب والملابس العصرية. وتصاميم زاهية أكثر وهذا التطور اللافت في الأزياء يدل على قوة شخصيتها وتطورها وتعاملها مع المحيط بشكل يليق بحضارتها، فقد باتت أزياؤها تشبه حضارة هذا الزمن وانفتاحه، حيث أصبحت تختار لكل مكان زيَّه الخاص، وهي تدرك أن الانطباع الأول عن شخصيتها يختاره الناس من طريقة تنسيقها وارتدائها للملابس فكل مكان له زيُّه الملائم.
حيث يدرك الجميع في هذا الزمن أن الأناقة مفهوم يدل على قراءة الشخص من الداخل ومفهوم أسلوبه وتعبيره.
وفي المملكة العربية السعودية تصاميم خاصة للمحجبات تدل على الحشمة مع أناقة مثالية وحداثة رزينة تحافظ على احتشامها.
تحتاجين عمراً ياسيدتي للوصف كم أنت عظيمة بإبداعك ومثابرتك كما يوجد في المملكة العربية السعودية مصممو أزياء وصلوا للعالمية بفضل تصاميمهم التي تنافس منبر أهم المصممين في العالم ومنهم:
- يحيى البشري : الذي بدأ مسيرته في أكاديميات الموضة في باريس وقد نجح في تحويل اسمه إلى علامة بارزة في وسط يكثر من يريد التميز.
- عدنان أكبر : الذي ولد في مكة المكرمة، وقد بدأ مسيرته في سن الثامنة حيث صمم الملابس لدمى شقيقاته، وقد وصف الفرنسيون عدنان أكبر على أنه سان لوران الشرق الأوسط، وقد لبس أهم المشاهير في المهرجانات من تصاميمه لتميز أسلوبه واختياراته في التصميم.
ونذكر أيضاً :محمد أشي، وعزيز حميد وتركي جاد الله والكثير من المصممين اللامعين والشغوفين لعالم الموضة.
ولا بد من بعد هذا التطور من رؤية تحافظ على أفكار الشباب السعودي ودعمه في هذا القطاع الذي يحتاج التبني بمساندة قوية تساهم في ابتكار أكبر وتصاميم أكثر.
ومع إشراقة وزارة الثقافة تأسست هيئة الأزياء السعودية في فبراير 2020 ومقرها العاصمة الرياض مواكبة رؤية سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه لصناعة مستقبل مشرق في كافة المجالات ومنها عالم الأزياء.
وأهدافها : وضع استراتيجية لقطاع الأزياء، واقتراح مقاييس وإقامة مؤتمرات ومعارض وفعاليات محلياً ودولياً، لدعم هذا القطاع للمضي قدماً نحو العالمية والمزيد من التميز والإرتقاء بقطاع الأزياء في المملكة من خلال الثقافة، وبالتالي تعزيز التراث والهوية الوطنيتين بالإضافة إلى تلبية الاحتياجات العالمية وتحقيق الأثر في الاقتصاد الوطني.
رسالتها تمكين وتطوير قطاع الأزياء وتحقيق ازدهاره ليكون مستداماً وجامعاً ومتكاملاً في مختلف مراحله القيمة، وتعزيز المواهب والخبرات والكفاءات المحلية.
وفي النهاية تستحقين لقب التميز يامملكتي الجميلة لما تقدمينه من عطاء لكل أفراد شعبك. حفظ الله مملكتنا الحبيبة قيادة وشعباً.