سلطان مصلح مسلط الحارثي
لن يتطور التحكيم السعودي، ولن يستطيع مجاراة التقدم الكبير في الجانب الفني لكرة القدم السعودية، ولن يتزحزح من مكانه الذي ظل فيه منذ سنوات طويلة، وكيف يغادر ذلك المكان وهو بنفس الأسماء «الفاشلة»، تلك الأسماء التي غادرت مواقعها في «المدرجات» واستلمت «الصافرة» دون وجه حق، ودون أي «مسؤولية»، ودون أي فهم للقانون التحكيمي!! ناهيك عن المسؤولين عن التحكيم الذين «تخبطوا» بما فيه الكفاية، ولم يستطيعوا أن يخرجوا لنا حكما واحدا نستطيع أن نراهن عليه!! حتى وصلنا اليوم لمرحلة «مانويل وفرهادي»، اللذين حظيا بمميزات عالية، ولكنهما «اخفقا» أيما إخفاق، ولم يعد لهما مكان في كرة القدم السعودية.
نعم.. نحن نتطور، وكرة القدم لدينا تسير نحو الصعود، ولكن الجانب «المظلم» في كرتنا المحلية، يكمن في «لجان» اتحاد الكرة، التي ما زالت «تخفق» وتصر على الإخفاق، وليس لديها نية للتطور، ولم نلحظ ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل تلك اللجان، ويأتي على رأس القائمة لجنة الحكام، التي فشلت فشلا ذريعا في تقديم حكام يستطيعون إدارة مباراة من مباريات دوري الدرجة الأولى، ناهيك عن دوري المحترفين الذي يحتاج لحكم «شجاع» وقوة «شخصية»، ويملك القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب، كما يملك القدرة على التفريق بين دوره حينما يكون «حكماً» يُفترض فيه العدل والمساواة بين الفريقين، وبين دوره حينما يكون «مشجعاً»، يحق له التصفيق لفريقه خارج المستطيل الأخضر!!
هذا الموسم اشتكت أندية كثيرة من الحكم المحلي، وصرخ بعض رؤساء الأندية واعتلت أصواتهم، ولكن ما الذي حدث؟! دفاع مستميت من لجنة الحكام، حتى وصلنا لمباراة الهلال والشباب التي كان من المفترض أن يديرها حكم مميز، ولكن مع كل أسف، أدارها حكم فشل منذ سنوات، وما زالت لجنة الحكام تصر على تواجده، فلماذا يُمنح الفاشل التميز وهو يبصم على فشله؟!
ما حدث في مباراة الهلال والشباب «فضيحة» تحكيمية لا يمكن تجاوزها بأي حال، ركلة جزاء هلالية قبل هدف الشباب الأول، ولمسة يد على لاعب شبابي قبل الهدف الثاني، واستفزاز واضح وصريح للاعبي الهلال منذ بداية المباراة حتى نهايتها.
لجنة المسابقات ماذا تفعل بالهلال؟
ما قاله المدير التنفيذي لفريق الهلال فهد المفرج، حول عدم استشارتهم في جدولة الدوري في رمضان، كان بالنسبة لي غير متوقع، فنحن اعتدنا في الدوري السعودي على أن الفريق المشارك خارجياً يتم دعمه على كافة الصعد، ومن ضمن الدعم، التنسيق معه في جدولة مبارياته، حدث هذا مع الاتحاد والنصر والأهلي والشباب وغيرها، فلماذا لم يشاور الهلال هذا الموسم؟! ولماذا تم ضغطه بمباريات متتالية في شهر رمضان؟! وهل هذا جزاء الفريق الذي يشرف الوطن؟! وهل ضغطه بهذا الشكل مكافأة لتميزه وتحقيقه المنجزات الوطنية؟!
غريب أمر اللجان، ومحيّر ذلك التعامل الجاف مع فريق مثل الهلال، سيمثل الوطن بعد أيام قليلة في نهائي دوري أبطال آسيا، فهل هذا التمثيل لا يعني شيئاً للجنتي المسابقات في اتحاد الكرة ورابطة الدوري؟! الواضح لنا أن فريق الهلال لا يعني شيئاً لاتحاد الكرة ولا للرابطة، وإلا كيف يتم ضغطه بهذا الشكل!! ألا يكفي أنه قبل نهائي الأبطال سيقابل فريق النصر في الدوري، ومن ثم سيقابل فريق الاتحاد قبل نهائي القارة بـ4 أيام في كأس الملك؟! وقبلهما لعب 5 مباريات في 14 يوما!! فأي دعم هذا الذي يجده ممثل الوطن؟!
تحت السطر:
- وجود الحكم عبدالله الشهري في مباراتي الهلال مع الفتح في الدوري والكأس، التي كان الفاصل الزمني بينهما 7 أيام، ومن ثم وجوده في مباراة الهلال والشباب الجمعة الماضية، أمر محيّر، ويضع لجنة الحكام في موضع الاستغراب، ويجعل الوسط الرياضي يتساءل، ألا يوجد لدى اللجنة حكم غيره؟! ولماذا يتكرر اسم هذا الحكم مع فريق الهلال؟!
- مشكلة التحكيم السعودي في السنوات الأخيرة تكمن في دخول بعض «المشجعين» المتعصبين لهذا المجال، حيث أصبح يرى الكثيرون أن الأهواء والعواطف تسيرهم، وتتحكم فيهم الميول، ولذلك يجب أن «يُطرد» كل حكم مشجع، لا يستطيع التحكم في مشاعره حينما يكون قاضياً يفترض فيه العدل.
- أخطاء الحكم السعودي خلال هذا الموسم هي استمرار للأخطاء الكوارثية منذ سنوات، ولن ينهض من مكانه الحالي ما لم يكن هناك حل «جذري» لمشكلة الحكم السعودي، تلك المشكلة التي تبدأ من بدايته في الناشئين، ولذلك يفترض أن يكون الحل من الفئات السنية، لا أن يبدأ الحل من الأعلى.
- تحكيمنا السعودي يعاني منذ سنوات طويلة، ولكن الجديد أن تقنية «الفار» التي استحدثها الاتحاد الدولي لمساعدة الحكام في قراراتهم، أصبحت في رياضتنا «نقمة» على الحكم المحلي، الذي زاد «تخبطه» وزادت «عشوائيته»، وكشفت «جهله» العميق بقانون التحكيم، والاستشهادات كثيرة جداً، ولسنا بصدد حصرها.