بعيدًا عن المسميات الوظيفية والألقاب العلمية؛ عرفت أخي محمد بن عبدالله المشوح منذ ما يزيد على عشرين عامًا، فألفيته شابًا لوذعيًا، لا تلقاه إلا مبتسمًا مرحًا، يدخل السرور على من حوله.. كما وجدته شغوفًا بالأدب والثقافة، محبًا للأدباء والعلماء، يحرص على القرب منهم، مُكرمًا لهم، إلى أن أصبح وجهًا اجتماعيات يشار إليه بالبنان، ورمزًا أدبيًا وثقافيًا نقش اسمه ببراعة على واجهة الساحة الثقافية السعودية؛ بل تجاوزها إلى بعض الأقطار العربية، بنشاطه وأعماله الثقافية الريادية، ومنها ندوته الثلوثية التي تعد في طليعة المنتديات الثقافية الخاصة في العاصمة الرياض. تميزت ندوة المشوح باستقطاب الرموز العلمية والأدبية ووجوه المجتمع، واستظافتهم وتكريمهم، وإبرازهم، وتعريف الأجيال الشابة بسيرهم وإنجازاتهم.
أما المسار الثاني من مسارات المشوح الثقافية؛ فهو مكتبة ودار الثلوثية التي أصبحت خزانة تشد إليها الرحال للباحثين في الشؤون التاريخية وكتب الرحلات والسير والأنساب، وقامت بدور كبير في خدمة الباحثين والمؤلفين سواء من حيث تولي نشر مؤلفاتهم كما هو الحال مع العلامة الشيخ محمد العودي -رحمه الله.
وعناية المكتبة بمؤلفاته، أو من خلال توفير المراجع للباحثين في الداخل والخارج من خلال مشاركاتها الفاعلة، وحضورها المميز في المعارض الدولية.
أما ما قام به المشوح من أعمال إذاعية مميزة كحواراته مع الشيخ العبودي في اللقاء الإذاعي الشهير، فعمل قد نال إشادة الجميع.
وختامًا، فلا أنسى أن أشيد بالكرم الحاتمي الذي شهد به كل من عرف أخي محمد المشوح، فهو مضياف في الحضر والسفر، وفي البيت والعمل، ولو لم يكن فيه إلا هذه الخصلة النبيلة لكفته شرفًا.
** **
- د. فايز الحربي