مع كل ما كتب وطبق على تأثير الفراشة أو نظرية الفوضى التي تعتمد على تتابع الأحداث الناتجة من حدث صغير.
فإنه لا شك ولو لوهلة أن التأثير النفسي وما يترتب عليه حيال صمت في موقف تعرضت له لكلمة حق يجب أن تقال أو ردة فعل مغايرة لما يجب أن تكون عند بعضهم ،سواء كنت المعني بالموضوع أو شاهده. هو الأكثر عمقا لما سيتوالى بعدها، من إعادة حسابات و ترتيب أولويات وتغيير لمواقف ترتبت على ذلك .
إن ذلك الدخان المتصاعد من شرارة البدء يثير صخب المارة من رؤيته، والمحيطين من اشتمام رائحته، فلا تلحق الأذية بمن تسبب في ذلك بل تثير الجلبة بالمحيط كله، تماما كاشتعال كومة قش بجانب شجرة ليمون فأحرقتها .تطاير الليمون المضغوط في كل الأنحاء لتغدو ساحة المكان أشبه بمخيمات الكشافة تحيط بها النيران من كل صوب تأخذ معها ما اخضر ويبس .
ولا عجب فيما سيتم لاحقا، من ردود أفعال لتلك الزمرة من البشر الذين تجرعوا من هذه المواقف وبنوا على أثرها ردود أفعالهم والتي انقسمت لشقين .
فمنهم من آثر الصمت على تجرأ البعض عليه، وهم بذلك يحدثون تبعات لا تقتصر على الكبت الناتج وردود الفعل ونتائجه عليهم ، بل وسخط الآخرين وثورتهم تجاه ردود الأفعال الصامته.المدركة لعواقب الأمور ربما.
وفي الجانب الآخر، لا أجد وصفا أجمل من تحلق الهنود الحمر في ضجيجهم المألوف ،مع حلقات النار وكأنهم يثيرون همتها للاشتعال، فلا يستكينون إلا بعد أن تتلاشى الحمم ويزيد الدخان معلنا العد العكسي للانطفاء،بعد أن يتسللوا خلسة ، تاركين ما تخلّف منها .وما أكثرهم في ميادين الحياة.
لقد كثرت الاحصائيات التي تتناول الاضطرابات النفسية والضغوط وما تترتب عليه .
إن الرقي في المعاملات لا يحسب في الموقف لفاعله بل يمتد ليترك أثرا في الآخر وإن طالت نتائجه .
لا تجعلوا تأثير الفراشة بالتداعي والانهيار، ليطال تلك القطعة من الجسد المشحونة بالطاقة والعاطفة فيغلفها بالخمول
والجفاء لتكن اللحمة في توحيد الهدف في السمو عن الصغائر في التعاضد.
سأل جلال الدين الرومي شمس الدين التبريزي:
»كيف تبردُ نار النفس؟
قال: بالاستغناء،
استغنِ يا ولدي فمن تَركَ مَلَكْ..
** **
عائشة بنت جمعة الفارسية - سلطنة عمان