عبدالمحسن بن علي المطلق
لكن على وجه آخر..، فمما يُلاحظ في هذه الفترة لرهطٍ ممن حولك كثرة استجلاب ما يذكرهم بالماضي والحنين إليه سجعا، و ذلك من خلال تداول صور الطبيعة و الأرياف و المزارع..
والأخيرة بخاصة والتي بالمناسبة أخذ أهلها على كاهلهم ترتيبها، ومن ثمّ تحويلها إلى (مزارات) سياحة.. و ترفيه.
ولا شك أن المرء مهما ماد به أو شطّ النوى، فتسنّى غالبا بلا اختياره حال ما مضى دنياهُ ..مع التقنية بل (النقلة) النوعية المُشاهدة إلا أن قيوده لذاك الغابر- عهدا- مشدودة ، فحسبه أنه كلما تقلّب في الدور، أو أعلا القصورحتّى! ، تلفاه و....
حنينه الدائم لأوّل منزل، و ذلك لأنها مترسّخة الجذور لديه، ولا عجب، لأنه من يوم ما اطّلع ومن على سواريها.. و أعالي ما كانت ملكاته لصغيرة/ الدّنيا برمّتها
فلا عجب (أيضا) لمن باح:
لك يا منازل في القلوب منازل
لا تحيد عنها وعن استرجاعها الذاكرة..
وإن بعد الجسد ونأى العمر، فلذعة تلكم لا تخفى، كما وبريقها لا يغيب
المهم..
هذه الهبّة( ربما خفتت شيئا ما) جعلتنا ننظر ببعض البيوت التي ذات باحات قد نُصب خيمة، أوحوّل الملحق إن كانت الباحة لا تُساعد على هيئة تراث طيني، بل بعضهم أتى بأساتذة بالطين لكي يشيد له ما يحاكي ما كان عليه القوم.
والأهم..
أننا أقمناه لعل هذا يُعين على..! ، و لكن لم نجد الأنس الذي ننشد، هل تدرون لم؟
لأنك تستطيع تستجلب المكان، لكنّ الزمان والقطّان ما ليس بيدك، لنقل وهذه مسلّمة لا شية فيها أن الزمن مستحيل.
(.. إعادة عقارب الساعة للورى) ، و لكن القطان قد تستجلب الموجود منهم، و لكنه يأتي- بصراحة-.. على تململ!
أقصد قلّ من يأتي على سجيّة ما كنت تعرف عنه في الزمان الأوّلي..
هذا فضلا عمن رحلوا وتركوك بين هجير لوافح عاتيتها من ماضٍ، أو يعيد نبشها و فضّ جراح ما تركت بأعماقنا مضارب عمر يكاد كلما تقدّم بك تتغرّب، كما أفشى بهذه أبو العتاهية:
إذا مضى القرن الذي أنت فيه
وخُلّفت في قرنٍ فأنت غريبُ
لتجد الموجود ما تكاد بينهم وقد أمسى لهم عوالمهم من (لغة)التواصل والمواقع والتطبيقات:
غريب الوجه واليد واللسان
هل بالغت أم أغرقت ب..
هذا، ومن اللطيف حين سرّ لي محدثي كـإقرار خفيّ لصراع الأجيال
أنه.. بيوم تسنّى له الجلوس قرب ثلّة متقاعدين فيقول إن بعضا مما يخوضون به يجعلك تزهد بالحياة..وأنت لازلت على إقبال منها!
فياسبحانك ربي، كأن مطلب منك لترحم ذاتك، أي من وجه (حنانيك عليها) أن لا تجالس من يصغرك ولا من يكبرك..
خصوصا جلسات أمور تملأ أحاديثها بأمور الدنيا وطوارق ما يغاث به منها بين كل جيل...