سهوب بغدادي
فيما نشهد التطور الرقمي وفوائده العائدة على جميع مواطن الحياة، تبرز لنا أهمية التطبيقات باختلاف استخداماتها وأهدافها، ثم حلّت الجائحة العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا وجعلت من المنصات الرقمية أساساً في العمل والتعليم والمعاملات والتعاملات، وكان من بين أهم التطبيقات على سبيل المثال لا الحصر توكلنا، وصحتي، ومنصة مدرستي، كما يعد تطبيق أبشر مهيمناً على التطبيقات اللازمة لخدمة الأفراد والمؤسسات، من خلال ربطه الخدمات المقدمة من قبل أغلب الجهات الحكومية والأجهزة، كالأحوال المدنية، والمرور، وفي خضم الحديث عن المرور الفعلي لا الإلكتروني، فلا يزال هناك موطن للتطوير سواء كان من ناحية المباني المخصصة أو التفاعل على أرقام الهاتف أو وضوح الخدمات المقدمة، فهناك لبس لدى الكثير من الأشخاص عن عمل المرور والأعمال المنوطة به خاصة مع دخول المرأة مضمار الطرقات بعد قيادة السيارة، فيلزم تواجد مكان مخصص للمرأة للاستفسار، ومنطقة للصلاة والانتظار، من خلال تجربتي الحديثة في دخول مبنى المرور، وجدت صعوبة بداية من نشوء الإشكالية إلكترونياً وصولاً إلى حلها حضورياً حيث قمت منذ ستة أشهر أو مايزيد بتجديد رخصة السير الاستمارة وتحقيق جميع الاشتراطات من الفحص الدوري وما إلى ذلك، وقمت بالسداد آنذاك، وعليه تمكنت من تجديد بوليصة التأمين بعدها، لأتفاجأ بعد ستة أشهر وعن طريق الصدفة أن الاستمارة منتهية ولم تتجدد على الرغم من وجود إيصال الدفع وتجديد التأمين الذي لا يتم دون السابق, فما الذي حدث؟ حاولت بالتأكيد التحدث عبر الهاتف مع المرور ولم أجد رداً سوى من مرور المدينة المنورة، ونصحوني بالذهاب للمرور حضورياً، ففعلت، كان الجميع لا يعرف أين يذهب أو ماذا يفعل، فقمت بسؤال أحد الموظفين ولم يعرف ما الحل فقال، إذهبي إلى فرع آخر لايوجد الحل هنا، فلم أقتنع برده، وسألت موظف الاستقبال محمد غالب السبيعي - بيض الله وجهه - فحاول جاهداً أن يفيدني، ابتداءً من حجز موعد لي من أبشر الموقع عبر المتصفح لا التطبيق، وصولاً إلى توجيهي إلى القسم الصحيح والمختص بمشكلتي، وكان الموظف الوحيد الذي تجمهر حوله الجميع من رجال ونساء ومقيمين، وتم إمطاره بالهواتف النقالة لتشخيص الخلل، فجزاه الله خيراً وجزى كل موظف مثابر خير الجزاء، عند توجهي للقسم المعني حل وقت أذان الظهر فانتظرت خلف الباب المغلق فترة، وخرج منه موظف لأداء الصلاة فشرحت له علىعجالة المشكلة، قال «عليكِ غرامة مالك غير تسدديها» ولكنني سددت مسبقاً, فقاطعنا مراجع آخر قائلاً «أنا أيضاً لدي ذات الإشكال» لم نجد إجابة فيئست وهرعت إلى أقرب مقعد لأحافظ على ما تبقى من قوتي الخائرة في ظهر رمضان، وعندها وجدت الحل لدى شاب مراجع لديه مشكلة من نوع آخر تنقل مابين المرور بأفرعه ونجم عدداً من المرات، فيئس هو الآخر، ولكنه قام بتعليمي الخطوات لحل مشكلتي التي انقضت على يده مشكوراً، من خلال سؤالي للشاب وغيره من المراجعات عن أطر تحسين الخدمة المقدمة وجدت أن تفرع خدمات المرور والاختصاصات قد يكون السبب في عدم معرفة الموظف بجميع الحلول والأسئلة وتوجيه المراجع للقسم المعني بالحل، كما يعد التطبيق جيداً إلا أنه غير شامل لجميع الخدمات فيمضي الشخص فترة طويلة يحاول فيها مراراً أن يجد ما يريد إيجاده، ولن يجده سوى على الموقع الإلكتروني، فالأحرى أن يتم التنويه من خلال التطبيق على ذلك، في حين تتواجد هوة في التواصل والتنسيق بين كل من المرور ونجم، فيمكث المراجع بين هذا وذاك أياماً دون معرفة الآلية أو الإجراء المتبع في حالته.
إن الأفضل في هذه الحالة بداية أن يكون نظام التواصل عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي فعالاً على مدار الساعة لمنع التكدس حضورياً في مراكز المرور ونشوء حالة من الفوضى والتشويش، فلو تم الرد على أغلب الاستفسارات البسيطة في مثل حالتي والتي لاتتطلب الحضور لن نرى تجمهراً حول موظف أو تنقل مابين الأفرع، وحبذا لو تم نقل آلية الأحوال المدنية للمرور من ناحية المواعيد والمباني وآلية الخدمات، لتكون التعاملات أجود وأسرع.