محمد الخيبري
بعد كل جولة من دوري روشن السعودي للمحترفين لا بد وأن يكون هناك حراك جماهيري واسع نحو رصد أخطاء التحكيم وتخرج لنا التأويلات حول استفادة ذاك الفريق على حساب هذا الفريق..
وما يزيد الأمر سوءا اختلاف محللي التحكيم في البرامج الرياضية وانقسامهم حول الحالات التحكيمية في المباريات الجماهيرية وحتى إن كان هناك إجماع فني على حالة مؤثرة إلا أن الصخب الجماهيري مستمر..
في آخر جولتين تعرض الفريق الهلالي لعدة أخطاء تحكيمية مؤثرة أفقدته المنافسة على بطولة الدوري تقريباً علماً بأن حظوظ الفريق رقمياً قائمة ولا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم..
تحديداً وبعد نهاية مباراة الهلال مع الشباب التي خسرها الزعيم بثلاثية نظيفة خرج المدير التنفيذي للفريق الهلالي الكابتن «فهد المفرج» في تصريح مقتضب حول عدة أمور جعلت من الجمهور الهلالي والشارع الرياضي في حيرة من أمرة علماً بأن الجماهير الهلالية كانت تضغط على إدارتها للخروج والتوضيح لبعض الملابسات حول جدولة الدوري وطلب الحكام الأجانب والموقف الهلالي الرسمي من ذلك..
المفرج لامس «بعض» القناعات الجماهيرية في نظرتها لعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم بعدم دعم الهلال وعدم الوقوف معه في كثافة المباريات وتراكم الاستحقاقات خلال الموسم عندما أوضح بأنه لم تتم استشارة الإدارة الهلالية بجدولة الدوري في شهر أبريل الحالي بعد الانتهاء من المشاركة ببطولة كأس العالم للاندية والمشاركة في البطولة الآسيوية..
تصريح المفرج زاد من الضغوطات الجماهيرية خصوصاً بعد صدور قرارات لعقوبات انضباطية طالت المفرج والمدرب السيد رامون دياز والمحترف البرازيلي ميشيل دلقادو نظير التصريحات الإعلامية بعد المباراة..
جماهير الهلال كانت طوال الفترة الماضية «تحت الضغط» منذ صدور عقوبات قضية المحترف «محمد كنو» ليلة عيد الفطر المبارك الموسم الماضي ومصادقة العقوبة على نادي الهلال من مركز التحكيم الرياضي بمنعه عن التسجيل لفترتين إضافة إلى تضامنه مع اللاعب بالعقوبة المالية وحرمان الهلال من التدابير الوقتية وذهاب الفريق لخوض منافسات كأس العالم للأندية مثقلاً بالإصابات ونقص العناصر والإرهاق..
وبغض النظر عن المستويات الكبيرة والمميزة التي قدمها الفريق الهلالي في بطولة كأس العالم للأندية والبطولة الآسيوية إلا أن فجوة الثقة بين الهلاليين جماهير وإعلاما والاتحاد السعودي ازدادت اتساعاً خصوصاً بعد تصريح الكابتن «فهد المفرج»..
ما يحتاجه الشارع الرياضي بشكل عام والشارع الهلالي بشكل خاص هو الشفافية والوضوح من جانب الإدارة الهلالية والاتحاد السعودي لكرة القدم حتى لا يزداد التوتر ويتحول إلى تشنج ينتقل من مواقع التواصل الاجتماعي إلى مدرجات الملاعب..
استفزاز الشارع الرياضي والتأليب وبث الاشاعات والتأثير على الجماهير بضرب الجانب العاطفي من أسهل الأشياء التي يتبناها مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي وللاسف هو ما يحصل ويتداول بوقتنا الحالي نظراً لغياب الشفافية وعدم الرد على استفسارات الرأي العام..
إضافة إلى ذلك اتساع ثقافة المتابع الرياضي السعودي الذي بات بإمكانه الحصول على المعلومات الرياضية بكل سهولة والتي غفل عنها «بعض المراكز الاعلامية» للاندية والتي اجبرت على الصمت أحياناً كثيرة نتيجة تلك الثقافة الجماهيرية الواسعة..
مبدأ الشفافية هو سياسة للعمل الإداري الناجح لأي منظومة خصوصاً المنظومة الرياضية ولكن في كثير من الأحيان يتم تغييب الحقيقة وطمس الشفافية لأسباب غير معلومة تزيد من الأمر تعقيداً خصوصاً من الجانب الإعلامي والجماهيري..
الاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحاد السعودي للإعلام الرياضي أيضاً مطالبان بالشفافية وحماية الكيانات الرياضية والشخصيات الرياضية من التأويل وبث الشائعات ومحاسبة من يحاول التأثير في العاطفة الجماهيرية سواء بالقول أو الفعل وإدارة الشارع الرياضي بكل حزم..
قشعريرة
مطالبات الجماهير الهلالية لن تتوقف إن التزمت الإدارة الهلالية الصمت حتى مع تحقيق الفريق الأزرق لمنجز وبطولة تبقى بعض الأمور الغامضة حبيسة أدراج عقول الجماهير..