لطالما رددوا منذ القدم (أعْطِ القُوسَ بارِيها) أي استعن على عملك بأهل المعرفة والحذق فيه، وهو من قول الشاعر الحطيئة:
ياباري القوس بريا لست تحسنها
لاتفسدنها وأعط القوس باريها
وهذا لسان حال ماآلت إليه الساحة الشعبية من الدخلاء كبعض مذيعي القنوات الفضائية الذين «يهرفون بما لايعرفون» ويستضيفون من لايمثلون الشعر الشعبي الجزل الحقيقي - لأسبابهم-ممن لم يضيفوا للشعر ولا لتجاربهم إيجابية تذكر أو تستحق التوثيق في ميزان المنظور النقدي للقصيدة كل ماهنالك تلميع أسماء متكررة حتى السأم بين وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية بشكل متكرر مملٍّ ساهم ويساهم في سطحية الطرح الجاد وبالتالي تسطيح الذائقة ناهيك عن أن أكثر هؤلاء المذيعين المستضيفين لهم لايفقهون في الشعر الشعبي شيئاً يستحق التدوين والإشارة إليه إحتكاماً لمحتوى حلقات الاستضافات المتدنية في جودة المحتوى لأن (فاقد الشيء لايعطيه)، وتفعيلاً لمقولة - وبضدها تتميز الأشياء- ولأن التخصص في كل ماله علاقة بالأدب الشعبي أمر وثيق الصلة بالمهنية والحس الصحفي في ممارسة الدور الإعلامي المتخصص بإتقان في هذا الشأن فإن الشاعر فهد عافت هو من أبرز الشعراء منذ الثمانينيات الميلادية وصاحب تجربة متبلورة تماماً في الصحافة منذ صحيفة القبس الكويتية ورئاسته لتحرير مجلة قطوف مروراً بمحطات عموده الإعلامي في صحيفة عكاظ ثم صحيفة الرياضية وغيرها لذا جمع بين الصحافة والشعر والثقافة العالية فأنصف الجميع وهو ما أفضى لأن يغرد خارج السرب عبر برنامجه (الجمل بما حمل) على قناة ام بي سي، فقد أنصف قامات قدمت للشعر الوطني الكثير مثل شاعر الحربيات (العرضة السعودية) عبدالرحمن بن صفيان - رحمه الله - صاحب العديد من القصائد المعروفة ومنها «نحمد الله جت على ماتمنى» وكذلك شاعر الوطن خلف بن هذال، أيضاً حوت فقرات البرنامج صفحات من الوفاء لشعراء متميزين رحلوا من هذه الدنيا الفانيه مثل الشاعر عناد المطيري - رحمه الله - أيضاً كانت هناك أكثر من مقاربة نص (النظر فيه، تحليله لمعرفة أوجهه) سواء في الشعر الفصيح أو صنوه الشعبي، لذا فإن ماقدمه الشاعر والإعلامي فهد عافت يدعو لاحتفاء كل منصف غيور على الشعر بمنجزاته وأمثاله لما لها من مردود ايجابي على الأدب الشعبي الذي عانى كثيراً من الدخلاء عليه في وسائل الإعلام على تنوعها.
** **
- محمد بن علي الطريّف