محمد بن عبدالله بن أحمد باضريس
تجاهل وجود هيكل تنظيمي وحوكمة ورقابة جيدة تتسم بالكفاءة والفعالية هو التحدي الذي تواجهه المنشآت والشركات في العصر الذي نعيشه. وعدم الوعي بخطوط الدفاع الثلاثة الصادرة من معهد المدققين الداخليين IIA وتطبيقها بالشكل الصحيح، وهي كما يلي: خط الدفاع الأول، هو الذي يعرف بالخط الأمامي للأعمال، بتغطية مخاطر أنشطة ريادة الأعمال في مرحلة مبكرة من خلال الضوابط الداخلية المنسقة والضوابط الإدارية، في حين يهتم خط الدفاع الثاني بالنظر الشامل والمنهجي لمخاطر محددة والإدارة الشاملة لأنشطة خط الدفاع الأول، ويتضمن الخط الثاني الوظائف التالية: إدارة المخاطر أو وظيفة الامتثال أو إدارة الجودة. ويتمثل خط الدفاع الثالث في وظيفة المراجعة الداخلية، وتؤدي دور الضمان والاستشاري المستقل والموضوعي، وتقوم بفحص كفاءة وفعالية خطي الدفاع الأول والثاني ويمرر النتائج والتوصيات للتحسين إلى الإدارة التنفيذية ولجنة المراجعة ومجلس الإدارة.
وأود أن أذكر لكم قصة حقيقية على عدم الوعي من الإدارة التنفيذية أو الإدارة الإشرافية بالحوكمة السليمة والرقابة الداخلية الجيدة، وعدم تفعيل خطوط الدفع الثلاثة بكفاءة وفعالية، وهي قصة انهيار مصرف سيليكون فالي في مارس 2023م، وهو يعتبر سادس أكبر بنك (مصرف) في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقدر أصول البنك بحوالي 209 مليار دولار أمريكي بنهاية ديسمبر 2022م، وكان إجمالي أموال المودعين 175 مليار دولار أمريكي. وكان مراجع الحسابات الخارجي هو مكتب KPMG فرع أمريكا. مع العلم قام المراجع الخارجي بإصدار تقرير نظيف عن القوائم المالية ولم يتحفظ على أي بند من بنود الميزانية، وذلك للحفاظ على علاقته الجيدة مع البنك، وأصدر تقرير المراجع الخارجي في فبراير 2023م وأفلس البنك في مارس 2023م!! هذا دليل واضح على عدم الوعي من الإدارة العليا بالحوكمة وعدم تفعيل دور الإدارات الرقابية من قبل الإدارة التنفيذية والنتائج تكون كارثية في نهاية المطاف، وأيضاً هذا مخالف لمبدأ المحاسبة أن المنشأة وجدت لتستمر وأن المنشأة مستمرة في عملياتها لفترة من الزمن تكفي لإنجاز تعهداتها الموجودة، في ظل غياب دليل موضوعي على عكس ذلك.
وأخيراً نوصي جميع الإدارات التنفيذية بتطبيق الحوكمة والرقابة الداخلية بكفاءة وفعالية وتطبيق خطوط الدفاع الثلاثة الصادرة من معهد المدققين الداخلين IIA وأخذ جميع القضايا والمخالفات المرصودة من الإدارات الرقابية الداخلية على وجه العموم ومن إدارة «وحدة المراجعة الداخلية» على وجه الخصوص بجدية تامة من قبل الإدارة التنفيذية وتمكين الإدارات الرقابية من أداء مهماتها وضمان استقلالية وحدة المراجعة الداخلية لأنها هي خط الدفاع الثالث.