عبدالعزيز المعيرفي

سعيد جداً بلقاء وزير التجارة بممثلي 36 وكالة من وكالات السيارات للحديث عن التحديات التي تواجه قطاع السيارات وتحسين خدمات الصيانة والضمان ووفرة قطع غيار السيارات ومعالجة القصور في الخدمات المرتبطة بحقوق المستهلك.

وهنا أود القول يا معالي الوزير إنني أتمنى أن تقوم الوزارة بعمل استطلاع رأي من الخبراء والمختصين وكذلك المستهلكين لمعرفة أبرز إشكاليات سوق السيارات وصيانته وستجد الكثير من الشكاوي ولعل أبرزها ارتفاع أسعار السيارات مقارنة بدول الخليج ودول أخرى بفارق يصل إلى 30 % وطول قوائم الانتظار لدى وكالات السيارات لفترات طويلة عند طلب سيارة بينما ستجدها في المعارض بأسعار أعلى وكذلك ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات بشكل مبالغ فيه وعدم توفر الكثير من القطع في الأسواق إلا لدى الوكيل إضافة إلى سوء الخدمات المقدمة لما بعد البيع بما فيها الصيانة وارتفاع أسعارها وعدم وجود فروع كافية تقدم خدمات الصيانة في مختلف مدن المملكة وانخفاض نسبة التوطين في وكالات السيارات عموماً وفي الصيانة خصوصاً عندما نتحدث عن باقي المدن وارتفاع أسعار الصيانة لدى الوكلاء واختلاف مستوى جودة الخدمة وتأخر مواعيد الصيانة.

لقاء الوزير بممثلي وكلاء السيارات جاء بعد شكاوي عديدة وصلت للوزارة وهذا يعني أن السوق يعاني الكثير، فالمستهلكون أصبح الكثير منهم يعتمدون على طلب قطع الغيار من الإنترنت حتى أن الوكالات أصبحت ترفض إصلاح السيارات التي تم جلب قطع غيارها عن طريق الإنترنت لذلك لا بد أن تكون هناك وقفة حازمة تحفظ للمستهلكين حقوقهم وتضمن لهم توفير خدمة تليق وتوفر الأعداد الكافية من الموظفين والفنيين من السعوديين لخدمتهم.

لقد أعلنت وزارة التجارة العام الماضي عن 10 إجراءات عاجلة لمعالجة تأخر تسليم السيارات للمستهلكين من الوكلاء والسؤال: ماذا تحقق منها إلى الآن؟ وما مدى التزام وكالات السيارات بهذه الإجراءات؟

قطاع السيارات على الرغم من كبر حجمه إلا أنه ما زال بحاجة إلى شوط طويل من العمل ليرتقي إلى رحلة الوصول إلى رؤية المملكة أتمنى أن تستمر الوزارة بحزمها على وكالات السيارات كما أتمنى أن تكون هناك مبادرة ضمن مبادرات التحول الوطني تستهدف تطوير قطاع السيارات ودعمه ودراسة السوق المحلية ومقارنتها بالأسواق العالمية من ناحية خدمات قبل وبعد البيع وكذلك تشجيع توطين صناعة قطع الغيار وغيرها من الأدوار التي تضمن رفع مستوى جودة الخدمات المقدمة في هذا القطاع المهم.