عبدالمحسن بن علي المطلق
الزمان - التاريخ - شاهد بما سُطّر أو ما ترك بيننا له من آثار، وفقاً لإشارات من البيان الحكيم، مثل {فتلك بيوتهم خاوية}.. من خلال ما نشاهد مما بقي، أوذاك المدوّن في بطون كُتب التاريخ لأن (التدوين) يقوم بغالب المهّمة، ففيه ما قد يندثر عن العين ليطّلع عليه المتقصّي وسبحان الله، يغاب المرء - بعصرنا - عن أدوات النشر (وسائل التواصل) بعد أن ملأها بخيله ورجله (أعني حضوره)، فإذا داء - ما - توارى أثره، وكذا السنّ علّةً، لتستيقظ ك(الفجأة) على رحيله، كذا تلقينا بُعيد انتصاف الشهر الفضيل رمضان.
وفاة الداعية بل (الذائد) بكل ما أوتي عن بيضة الإسلام المشتعل من داخله على قضايا المسلمين الرجل الذي ما ادّخر جهده فضلاً عن ذاته في هذا السحاء.. «إبراهيم محمد عبد الله الخولي».
تاريخ الوفاة: الذي توفّي في 17 رمضان، الموافق 8 أبريل 2023، عن 93 سنة هو الأزهري، وعضو في جبهة علماء الأزهر، وقد عمل أستاذًا للبلاغة والأدب والنقد بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر. شارك في العديد من المؤتمرات، ومن عطائه كتاب (الوقف اللازم في القرآن الكريم) مواضعه وأسراره البلاغية.. رحل بصمت كغالب من يرجون ما عند الله لم يروّجوا شيئاً لأنفسهم ولم يسألوا عن حظّهم ولم.. تذكرت به طيب الذكر في ربوع الدعوة الراحل الأثير عبدالرحمن السميط، ولا شك أن هذه النوعيات كثيرة لكن الجليل فيها والذي يشبعنا من الداخل أنهم يقدمون لأهل العصر الذي بيننا غالبه غرّ ولمن بعدهُ نماذج تبيّض الوجه، لتقول عنّا أن أولئك فخرنا، كما كان من لدى من قبلهم من المفاخر، دعت الشاعر يثري ولا يلتفت أولئك آبائي فجئني بمثلهم... نعم هؤلاء لا نقول مثلهم لكنّ حسبهم أنهم- رحمهم الله وأكرم مثواهم- قد حمِلوا عنّا مؤونة العتب وكفونا ملامة أو عتاباً قد تتربّص بعصرنا، عدا أنهم والله حسيبهم قاموا بـ(كفاية) ما قد يوصم به الوقع، وقد كثرت الملاهي وشبه عمّت الملهيات ما كان لهذه النوعية قدم صدق كذا ما بلغنا عنهم، وما ألفيناه من متابعتهم.. ولا نزكي على الله أحداً يرحل هذا (الداعية)و بعد أن بذل ما يُحسب له وزاد في ذاك حيث كان يتابع ويرهق نفسه صعودا لمراتب من لا يتكلّم حتى يتعلّم.. أقصد يلمّ بالقضية، ومن ثم يبدي عما لمم من تبعاتها ولعل أحداث (جراحات) فلسطين التي لم تتوقف كم كان يقوم بكل همّة في كشط أستار ما يحاك هناك سواء عند الحدث وبعده مما تجلبه من ملمات - تلك الأحداث- كان- يرحمه الله- يقول وينادي ويزمجر لعلنا من غفواتنا نفيق- رحمكم الله- أستاذ الجيل الدكتور (إبراهيم الخولي)، و.... آثار الرجال إذا تناهت إلى التاريخ خير الحاكمينا أعني- لكأني - لست بحاجة لذكر مكانك ولا مقامك ولا ميلادك، فكل تلكم لكأنها قشور يغني المتلقي عنها اللب، أي ما قدّمته بين يديك في حرارة نفس ونشيجها أمام قضايا أُمّتها، ومن قبل بالطبع دينها- رحمك الله- وتقبلك بالصالحين فكم من مثلي ضنين.. أو هو مشفق على سيرة من ذهب تُكتب، وحال ما ينظر فيما نفسه بعمق الفجوة.