مبارك بن عوض الدوسري
فقدت المملكة العربية السعودية، يوم الجمعة التاسع من رمضان المبارك 1444هـ الموافق 31 مارس 2023م، وزير الصحة السعودي الأسبق وسفير المملكة العربية السعودية السابق لدى ألمانيا الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي، بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز الـ 80 عاماً، وبعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، والذي عُرف عنه حُبه لوطنه والتفاني من أجله، وشُهد له بحبه للعمل التطوعي، والذي توجه عام 2016 بتدشين الجمعية السعودية للرعاية الصحية التطوعية تحت مظلة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بمركز التدريب والتعليم بسكن مستشفى الملك فهد بجدة، وكذلك دعمه للشباب، والذي شهد به كل من عمل معه حينما كان مُديراً لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، ومنها النشاط الكشفي «الجوالة»، والذي لازمه بمتابعته وتشجيعه حتى وهو يترك الجامعة وينتقل إلى خدمة الوطن في المناصب التي تولاها ومنها عندما كان وزيراً للصحة، حيث التقيته وزميلي القائد الكشفي سليمان سبحي- رحمهما الله -، في أحد مستشفيات مشعر منى وأشاد حينها بدور الكشافة مع وزارة الصحة في خدمة الحجاج، ولم يستغرب منه ذلك خاصة وقد مارس الكشافة أيام الدراسة حيث كشف عن ذلك خلال لقائه نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد في سفارة المملكة ببرلين في شهر شوال عام 1434هـ، أثناء مشاركة الجمعية في المؤتمر الكشفي الأوروبي الـ21، واستعرض حينها مع الفهد أهم مشاريع رسل السلام المنفذة لدى الجمعيات الكشفية الوطنية في أوروبا وأثنى على الجهود الكشفية السعودية من خلال المشروع الكشفي العالمي رسل السلام والفعاليات الأخرى كالاحتفال باليوم الوطني للمملكة أو المشروع الكشفي الوطني لنظافة البيئة وحمايتها بالإضافة إلى برنامج خدمة الحجاج الذي أفصح وقتها أنه كان يتابع أعمال الكشافة فيه عن قرب عندما كان وزيراً للصحة، وقال ذلك اليوم «إنه كشاف سابق فترة الدراسة ويفتخر بذلك وأنه لازال كما هو كشاف يتشرف بخدمة الآخرين»، وكنت من المحظوظين بمقابلة معاليه خلال الحفل الختامي للدراسة المتقدمة للشارة الخشبية التي نفذتها جمعية الكشافة، لعمداء شؤون الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية ومن في حكمهم بالمؤسسات التعليمية الأخرى، واستضافتها أكاديمية الملك فهد في بون، خلال الفترة من 28 ذي الحجة 1434هـ إلى 3 محرم 1435هـ، وألقى معاليه - رحمه الله - في الحفل الختامي كمة قال فيها: «إن الكشافة رسل سلام من بلد السلام يحملون دعوة رجل السلام خادم الحرمين الشريفين الذي يدعم مسيرة السلام في كل مكان»، ووصف الكشافة بسفراء السلام حيث هنأهم بالرسالة التي يقومون بها، وتم تقليده حينها منديل رسل الكشفي وعبر وقتها عن اعتزازه بتقلد ذلك المنديل.
أسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الأبرار والصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يجزيه الجزاء الأوفى عمّا قدم من أعمال جليلة وتفانٍ وإخلاص في أداء واجبه الوطني.