رحلت أمي أمينة أحمد مصطفى سليمان في ليلة من الليالي العظيمة وهي ليلة النصف من شعبان بعد صراع مع المرض الذي ابتلاها الله به ليرفع درجتها ويغفر لها. فقد كانت صابرة محتسبة راضية بقضاء الله وقدره حتى فاضت الروح لخالقها. عُرفت أمي بطيب الخاطر وجبر خاطر الكبير والصغير. فالحمد لله كانت دائماً تتردد على مكة المكرمة والمدينة المنورة سواء كانت معتمرة أو حاجة لبيت الله ومن فضل الله عليها أنها أدت فريضة الحج لبيت الله ثلاث مرات. فقد كانت صوامة قوامة.
كانت رحمها الله: كثيراً ما تستأنس بالجلوس معنا ومع أحفادها، وتحب مخالطة الآخرين والابتسامة لهم والتودد إليهم، وتضرب لنا أروع المثل في الطيبة والتسامح والصفاء والحب والنقاء، وتتفقد أقاربها وجيرانها وأرحامها وأحفادها بين الحين والحين؛ بالسؤال عن أحوالهم.
كانت أمي وعلى الرغم من مرضها تشعر بنا، تشعر بفرحنا، تشعر بأحزاننا، تعيش واقعنا بحلوه ومره، وجودها يشعرنا بالأمان والقوة.
رحلتِ يا أمي من أمام أعيننا، وما زال حضورك في قلوبنا.. طيفك يعانق ذاكرتنا.. يدك ممدودة دوماً بالعطاء بيضاء في تقديم الخير. رحلتِ يا أمي بصمت.. رحلتِ ولم يبق سوى الأثر الطيب.. رحلتِ عن أعيننا ولم يبق بعد رحيلك سوى ذكراك.. رحلتِ وما زال حبل الوصل ممدودًا بيننا وبينك بالدعاء بأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يجمعنا بك في أعالي الجنان.
أعلم أن الموت حق وهذه سنة الله في خلقه، ولكن فقدان الأحبة وأصحاب السير الحسنة والأخلاق له تأثير كبير على النفس. نعم الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، فهذه سنة الله في خلقه.
ربي أحسن عزاءنا وكل محب للفقيدة التي غمرت الجميع بفواح طيبها، وطالنا من طيب آدابها، وابتسامتها التي عرفت بها..
رحمك الله يا أمي وأسكنك فسيح جناته.
** **
- إيهاب أمين جلهوم