د.عبدالعزيز الجار الله
ليست هي الساحة المركزية للحرم المكي لوحدها فقط التي ستدخل في تحولات عمرانية واقتصادية، بل جميع مدينة مكة المكرمة أو جميع منطقة مكة المكرمة وخاصة مدنها الرئيسة: مكة وجدة والطائف. والذي زار مكة في الأسبوع الأول من رمضان هذا العام 2023م وليس العشر الأواخر، وأخذ عمرة وصلى في صحن الكعبة أو الأروقة والمصابيح والأدوار الثلاثة والسطح، والتوسعة الثالثة، أو حتى في الساحات الخارجية، وكذلك داخل الفنادق القريبة والمطلة على الحرم المكي، سيدرك حقيقة التحولات التي ستتجه إليها مدينة مكة والمربع المركزي للمدينة بأنها ستتجاوز الـ (30) مليوناً من القادمين للحج والعمرة، و100 مليون سائح وحجاج ومعتمرين عام2030.
ففي العشر الأولى من رمضان 2023 بلغ عدد المعتمرين (10) ملايين معتمر بعد الإجراءات الجديدة في تأشيرات الزيارة والعمرة والسماح بالأعداد الراغبة في العمرة، وفتح باب العمرة طوال العام. يضاف لها تنفيذ مشروعات طرق وفنادق وأسواق محيط بالحرم مستقبلاً خلال الثلاث السنوات القادمة ومن أهمها إنشاء:
- مشروع مسار مكة غرب الحرم.
- مشروع بوابة مكة الجديدة شمال الحرم.
مشروع مسار مكة واحد من المشاريع القوي في فكرته وتنفيذه سوف يجذب الساحة المركزية للحرم في محور طولي عرضه 350 متراً يصل طوله إلى 30 كيلومتراً ونصف الكيلو إلى الدائري الثالث الذي سيصبح هو بداية الساحات الخارجية الفعلية للحرم، ويتمحور المسار حول طريق الملك عبدالعزيز. الممتد من الدائري الثالث ويتجاوز الدائري الأول حتى يصل إلى ساحات الحرم قرب باب الملك عبدالعزيز على بعد (500) متر عن البوابات.
أما بوابة مكة الجديدة فهي تفكير حضاري واقتصادي وعمراني وسكني آخر وتأتي أهميته أنه يغطي الضلع الشمالي للحرم للاستفادة من الضلع الشمالي للحرم لأن تركيز المنطقة المركزية والتجارية تتم في الجنوب والشرق والغرب, لكن التوسعة الشمالية فتحت المجال أمام الاستفادة من الناحية الشمالية بعد إزالة حي: الشامية، وحارة القرارة، وأجزاء من الشبيكة، وحي الباب عام 2008م، وبالتالي فتح المجال الاستثماري والتوسعة في الجهة الشمالية لتعمل توازناً في المنطقة.
لذا ستشهد مكة تحولات عديدة: سكانية وعمرانية واستثمارية، يتطلب إعادة الصياغة في بعض اللوائح والأنظمة البلدية والإسكانية والمرورية لتتوافق مع المشروعات الجديدة.