عبد الله سليمان الطليان
على تراكم الأحداث والمظاهر والوقائع المختلفة على مر الزمن التي هي من صنع البشر طبعاً من حيث نشأتها وافتعالها والصراع حولها، وكيف كان نتائجها التي كانت إيجابية في بعضها من أجل رقي حضاري وأخرى سلبية ومدمرة، متمثلة في حالة الحروب والمعارك التي نزع في أغلبها الجانب الإنساني على نحو مرعب ومخيف كان القتل والإبادة هو عنوانها، صنع الإنسان من هذا القتل بطولات وانتصارات مازالت عالقة في الذاكرة إلى يومنا الحاضر، ويحتفل بها مع مرور ذكراها.
شكل القتل لغة الحل لمشاكل حول الدين والمعتقدات وحول الأرض والمال الذي اشتد أكثر من منتصف القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين، لقد شهدنا صراعاً جماعياً زهقت فيه أرواح الكثير من البشر في مآسٍ مؤلمة ومحزنة، يمكن أن نقول إن أعداد القتل فيها تفوق أعداد الأموات في الأوبئة والأمراض والكوارث المختلفة, على الرغم من كثرة هذه الأعداد في القتل، نلاحظ الإنسان وفي تعجب يعود إلى عقله وإنسانيته من خلال تقديم العلاج ودواء للأمراض والأوبئة من أجل إنقاذ البشرية وإن كان يتم أحياناً في حيز ضيق وبدوافع مصالح، ولكنه يبقى مع هذا له أثر.
توقفت كثيراً عند قوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} التي بدا معها القتل على وجه الأرض والتي لها تفسيرات وتأويلات مختلفة وكذلك قوله تعالى: {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا}، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافراً ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً» كانت تدل هذه الآية القتل في حالة فردية لدرء عاقبة سوف تحدث في المستقبل والخضر على معرفة بها، وقتله ضرورة لحالة والديه اللذين كانا شغوفان بحبه.