«ليست الحياة دوماً كما نرغب، إنما هي تحمل في طياتها الكثير من الانحرافات التي تجعلنا نشعر بالتحدي والصعوبة. ولكن، إذا كنا ننظر إلى الأمور بتفاؤل ونبحث عن الجوانب الإيجابية، فسنجد أننا قادرون على تحويل الانحرافات إلى تحديات تساعدنا على النمو والازدهار في رحلة الحياة.
يعتبر تقدير النعم التي تمتلكها من الأمور المهمة التي يجب علينا القيام بها بشكل دوري، فعندما نقوم بتقدير النعم التي نملكها، نشعر بالرضا والسعادة، وهذا يساعدنا على التفكير بإيجابية والابتعاد عن الشعور بالحزن حتى إن وقعنا في تعثرات.
وتختلف النعم التي يمتلكها الناس من شخص لآخر، فقد يكون لبعض الأشخاص نعم واضحة وبارزة، مثل الصحة الجيدة أو العائلة المحبة أو الوظيفة المثالية، ولكن هناك أيضًا النعم الصغيرة التي قد لا تلاحظها بشكل واضح، مثل الأصدقاء أو الهوايات التي تحبها أو الطعام اللذيذ الذي تستمتع به.
ويمكن أن تأتي النعم بأشكال مختلفة، فقد يكون لديك نجاحات كبيرة في حياتك، أو إنجازات تستحق الاحتفال بها، أو رؤية أحلامك تتحقق تدريجياً، أو الاحتفاء بالتفاصيل البسيطة في الحياة والتي تمثل الجوهر الحقيقي للحياة، ويمكن تحويلها إلى ذكريات جميلة.
يجب علينا أن نقدر النعم التي نملكها، وأن نشكر الله عليها، وأن نستمتع باللحظات الصغيرة التي تجعل الحياة أكثر جمالًا وسعادة. وعندما نتمكن من التركيز على الإيجابيات والنعم في حياتنا، فإننا نصبح أكثر قدرة على التغلب على التحديات والصعوبات، ونستطيع أن نحقق أهدافنا بشكل أفضل.
في أوقات كثيرة يكون من الصعب علينا أحيانًا أن نكون راضين وقنوعين بما لدينا، خاصة إذا كنا ننظر إلى الآخرين ونقارن حياتنا بحياتهم. ولكن يجب علينا أن نتذكر أن كل شخص لديه رحلته الخاصة، وأن ما يبدو مثاليًا في حياة الآخرين قد يكون مصدرًا للألم والصعوبات بالنسبة لنا.
لذا، علينا أن نركز على ما لدينا ونعمل على تحقيق أهدافنا وأحلامنا بطريقتنا الخاصة. وعندما نشعر بالحاجة إلى الدعم والمساعدة، يجب علينا أن نطلبها من الأشخاص الذين يحبوننا ويريدون الخير لنا، وأن نبحث عن الموارد التي يمكن أن تساعدنا في تحقيق أهدافنا.
وعندما نقرر أن ننظر إلى الحياة بتفاؤل وإيجابية، فإننا نفتح أبواب الحب والعطاء والفرح والشكر والسكينة وراحة البال. ونجد أن الحياة تبدو أكثر جمالًا وأن الأحداث الصعبة تصبح أسهل في التعامل معها.
إنها حقيقة لا يمكن تجاهلها فالحياة تختبرنا بانحرافاتها وتحدياتها وتغيراتها المفاجئة، ولكن من يتقى الله ويتوكل عليه، فإن الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وهو حسبه ومؤنسه في هذه الرحلة الغامضة.
فلا تدع عدسة التشاؤم تسيطر على حياتك، ولا تجعلها تحجب نظرتك عن النعم والفرح والسعادة والتفاؤل التي تحيط بك في كل مكان. وحدك من يحدد مصير حياتك، فابحث دائماً عن الإيجابية والأمل والتحديات التي تساعدك على النمو والازدهار في رحلتك الشخصية. ولا تنسى أن الله قد جعل لكل شيء قدراً، فابتسم وثق بأن الله يرعاك ويحميك في هذه الحياة المليئة بالمفاجآت والتحديات.