لقد ظهرت في الآونة الأخيرة مطالبات من البعض بالاستفادة من المتقاعدين بحكم أنهم قضوا سنوات طويلة في ميادين العمل وأن بالإمكان الاستفادة منهم في الحراك المهني الحالي، بل إن البعض نادى بتمديد سن التقاعد إلى 65 أو حتى 68، مبررين أن ذلك لن يؤثر في خلق وظائف جديدة، ولا على منظومة وجودة العمل، وهذا غير صحيح كلياً.
لماذا يتم المناداة من البعض على توظيف المتقاعدين الذين قد أخذوا فرصتهم بالعمل، بينما لدينا شباب مؤهلون ولم يجدوا الفرصة، أو مضى نصف عمرهم الوظيفي بين مؤسسات وشركات لا تلبي حاجتهم وطموحهم.ومن ناحية تمديد سن التقاعد: هذه المطالب غير واقعية في ظل أعداد كبيرة من خريجي الجامعات، وهم من ينتظرون فرصة للعمل، وهنا أطالب بتخفيض سنوات التقاعد، لخلق وظائف جديدة وإحلال الشباب. وبالأخص للنساء فنظام (60) عاما من العمر أو (40) عاما خدمة لا يتناسب مع طبيعة المجتمع لدينا، خاصة أن النساء لديهن مسؤوليات أخرى، مثل الأسرة والمنزل، وأعتقد أن 25 عاما من العمل كافية لتفرغ النساء لواجباتهن الاجتماعية، وإعطاء الفرصة لغيرهن من حديثات التخرج.
هنالك نسبة قليلة من أصحاب الكفاءات التي يمكن الاستفادة منهم بتمديد خدمتهم وهم باختصار المؤثرون أصحاب القرارات الاستثنائية والناجحة، أصحاب النقلات النوعية، ويمكن الاستفادة منهم.
أما أن ننادي في عودة المتقاعدين لكل من أراد العودة إلى ميادين العمل، وأنهم ثروة مهدرة، وكثير من الكلمات العاطفية، هنا أقول لا؛ ولنكن واقعيين.