الحديث عن شجرة الأراك من الأمور المهمة في حياة البشرية عامَّة لما لها من فوائد جمة لصحة جسم المرء عامَّة وصحة الفم خاصَّة فالسِّواك يعد الآلة التي تنظف الأسنان وكذلك اللثة والفم من كافَّة المكروبات والسّموم الموجودة داخل الفم لأن الفم باعتباره مدخل الطّعام والشّراب إلى جوف الإنسان إلى جانب المضمضة في الوضوء فقد اهتم ديننا الإسلاميِّ القويم بصحة المرء فهناك أحاديث نبوية تشير إلى الاهتمام بالسِّواك بكل وقت وحين.
وعن عائشة رضى الله عنها أن النبي مُحمَّد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (تسوكوا فإن السِّواك مطهرةٌ للفَمِ ومرضاةٌ للربِّ) رواه البخاري.
وعنها كذلك قالت إن نبي الَّرحمة محمِّد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: (السِّواك شفاء من كل داء إلا السّام والسّام هو الموت) رواه الديلمي.
وعن عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضى الله عنه قال نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه (لولا أن أشقَّ على أمَّتي لأمرتهم بالسِّواك عند كل صلاة) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والإمام أحمد.
فقد قال الفقيه أبو الليث السّمرقندي رحمه الله حدثنا أبو جعفر حدثنا أبو بكر بن أحمد بن محمِّد بن سهل القاضي حدثنا إبراهيم بن خنيس عن أبيه عن إسماعيل رضى الله تعالى عنهما قال: قال نبي الرحمة محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه (عليكم بالسِّواك فإن فيه عشر خصال: مطهرة للفم ومرضاة للرب ومفرحة للملائكة ومجلاة للبصر ويبيض الأسنان ويشد اللثة ويذهب الحفر ويهضم الطعام ويقطع البلغم وتضاعف به الصّلوات ويطيب النكهة، وهو طريق كتاب الله الكريم).
فقد قال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما السِّواك بعد الطعام أفضل من وصفتين، قال: وروي عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: (لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، ولا يزال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه يجعل لعتقهم وقتاً، ولا يزال يوصيني بالسِّواك حتى ظننت أنه يدردني (يعني يذهب اللثة)، ولا يزال يوصيني بالنِّساء حتى طننت أنه يحرم الطلاق، ولا يزال يوصيني بصلاة اللَّيل حتى ظننت أن خيار أمتي لا ينامون اللَّيل).
بعد ما ذكر من أحاديث نبوية شريفة سابقة فقد اهتم الإسلام بالعناية والاهتمام بنظافة الفم واستخدام السِّواك في كل وقت وحين وذلك ما يعلو الأسنان واللثة وما يتخللها من فضلات الطّعام لما تسببه من أمراض تصيب الفم والأسنان واللثة ولهذا دعا الطب الحديث إلى تنظيف الأسنان والاهتمام بها في كل وقت وحين عن طريق الفرشاة والمعجون فاصبح الأمر لا بدَّ منه.
وهذا ما دعا إليه ديننا الإسلامي الحنيف من قبل أربعة عشر قرنا من الزمان - إذ دعا إلى التسوك وهو تنظيف الأسنان بالسِّواك مع تدليك اللثة... إلا وهو غصن الأراك. والله الموفق والمعين.