إيمان حمود الشمري
في ظل التوجه الكبير لبرامج الفكاهة والتقليد واللقاءات الفارغة من المضمون، هناك أيضاً برامج تعمل كقرص تنظيف ومسح لذاكرة تخزين المحتوى الضعيف وتستبدله ببرامج قيمة ومحتوى ثري يستحق المشاهدة.
برنامج (حكاية وعد) الجزء الثاني أحد تلك البرامج التي تهدف لتوعية المواطن وتقدم له مفهوم رؤية 2030 على هيئة جرعات مبسطة، سهلة الهضم، ليفهم كيف تسير خطوات هذا البلد؟ وماذا يدور حول الرؤية؟ والتحديات التي واجهتها، وأبرز النجاحات مثل: الإسكان، وطرح أرامكو لسوق الأسهم، تحدي السعودية بعد ضرب محطة خريص وبقيق للبترول وكيف لم يتأثر بذلك إنتاج النفط؟
وتكمن ميزة هذا البرنامج في أنه يوثّق مسيرة الرؤية ويشرح مشاريعها الضخمة بطريقة مبسطة دون تعقيد وممتعة في الوقت ذاته، ويصنع من المشاهِد مواطناً واعياً يعرف كيف يتكلم وماذا يقول عندما يُطرح عليه سؤال بهذا الشأن، فهناك برامج ترفعك وهناك أخرى تترفع أنت عن متابعتها، فعقلك مسؤوليته لتملئ به ما شئت.
(حكاية وعد) برنامج ملهم حتى بالشخصيات التي يطرحها للحديث عن الرؤية، فهناك أسماء تتكرر في أكثر من هيئة، وتقود أكثر من ملف ومشروع، وتجعلك تتساءل: كيف لديهم القدرة على ذلك؟ وكيف ينظمون وقتهم؟ لقاءات ثرية تدخلك دهاليز الرؤية بعمق، وكاميرات تقتحم أماكن لم نرها من قبل، وقطار سريع يأخذنا في رحلة مشوِّقة على خط سير المشاريع في حلقات عرفنا من خلالها حتى كيف تنعقد الاجتماعات؟ وكيف تدار الوعود؟ وكيف تصبح حقيقة على أرض الواقع!
عمر الجريسي.. اسم لمع في عالم الإعلام، قدَّم لنا وجبات سريعة ولكن غنية بالمعلومات، وفي متناول الجميع، إذ يستطيع حتى المواطن البسيط أن يحصل عليها ويستوعبها. وجعلنا نتعرَّف أكثر على شخصية ولي العهد من خلال الرجال الذين يحيطون به عن قرب ويتحدثون عن تفاصيل وجوانب من شخصيته لا نعرفها.
برنامج فوق التصنيف، خليط من المتعة والتشويق، يعشق التفرد، ويعتمد شعاراً أيضاً يواكب توجه الرؤية ومشاريعها الذي تحدث عنها في إحدى الحلقات تحت عنوان (لا للتقليد)، وهو أيضاً برنامج لا يشبهه أحد.